فين اير قد انخفض عدد الرحلات المباشرة من هلسنكي إلى الصين من 42 إلى ثلاثة في السنوات القليلة الماضية. حيث قامت شركات الطيران الأوروبية بتقليص الرحلات إلى الصين بعد إغلاق الأجواء الروسية. قد تم إغلاق الأجواء الروسية ردا على غزو روسيا الكامل لأوكرانيا في فبراير عام 2022، الأمر الذي أدى إلى فرض حظر رحلات روسية على أوروبا والمملكة المتحدة. وقد اضطرت الشركات الأوروبية إلى اتخاذ طرق أطول للوصول إلى آسيا، مما أدى إلى زيادة تكاليف الرحلات بشكل كبير ودفع الشركات الأوروبية إلى إعادة التقييم.
سبب خفض شركات الطيران الأوروبية للرحلات إلى الصين قد يكون بسبب زيادة في أوقات الرحلات جراء استعراض الأجواء الروسية، مما أدى إلى زيادة تكاليف التشغيل. ورغم أن حاملي جوازات 18 دولة يمكنهم الزيارة إلى الصين من دون تأشيرة، إلا أن شركات الطيران الأوروبية تواجه تحديات كبيرة. وعلى الرغم من قربها من روسيا، فإن ناقلات العلم الفنلندي ليست وحدها بهذه المشكلة. حيث أعلنت بريطانيا في أغسطس أنها ستعلق خدمة لندن هيثرو إلى بكين، بينما قامت طيران لوفتهانزا الألماني أيضًا بإعادة النظر في استمرار خدمتها اليومية من فرانكفورت إلى بكين. وقد أعلنت طيران لوت البولندي عن تقليصات في الخدمة بما في ذلك الغاء خدمتها من وارسو إلى بكين هذا الشتاء.
مؤشريًا، فإن الشركات الصينية للطيران يمكنها الطيران عبر روسيا دون أي تكاليف إضافية، الأمر الذي يعني أنها ليست عرضة للطرق البعيدة، مما يزيد التنافسية مع شركات الطيران الأوروبية. نتيجة لذلك، ستدير الشركات الصينية 82 في المئة من جميع الرحلات بين الصين وأوروبا هذا الشتاء. وعلى الرغم من نقص الطلب والعلاقات الاقتصادية المتوترة بين الصين والغرب، فإن الشركات الأوروبية للطيران تواجه تحديات كبيرة في السوق الصينية. وقد تم إلغاء بعض الرحلات إلى الصين بسبب عدم امتلاء الطائرات.
وبالرغم من تحديات السوق، فإن معظم شركات الطيران الأوروبية ليسوا على استعداد لإيقاف خطوطهم إلى الصين، بل يقاومون للبقاء في السوق وفي انتظار انتعاشه. حيث يظل لديهم غموض حول الطلب، بسبب بطء اقتصاد الصين وانخفاض الإقبال على زيارة الدولة القوية في آسيا. وقد أظهرت الأرقام الرسمية أن عدد الوافدين إلى الصين هذا العام حتى يوليو تموز قد انخفض بشكل حاد من 49.1 مليون زائر في عام 2019 قبل الجائحة إلى 17.25 مليون زائر.
في الختام، يشير الخبراء إلى أن الشركات الأوروبية للطيران تواجه صعوبات في السوق الصينية بسبب عدة عوامل، بما في ذلك الزيادة في أوقات الرحلات والضغوطات الاقتصادية بين الصين والغرب. الحلول التي يقدمها هي زيادة قدرة الطائرات لمناطق أخرى في آسيا حيث تتعين عليها أيضًا اتباع مسارات أطول. يكثر الحديث عن شركات الطيران الأسترالية التي ألغت الطريق بين سيدني وشنغهاي بسبب عدم امتلاء الطائرة، وكذلك البيان الذي أصدرته لوت البولندية حول قطع الخدمة باتجاه بكين. يظهر هذا الكل يدور حول تحديات السوق وتقلص الطلب على السفر إلى الصين، الأمر الذي يوجه إلى استراتيجية من شأنها تعزيز الاحتفاظ بقدرة الشركات الأوروبية على البقاء في السوق والانتظار لإحداث تغييرات في المستقبل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version