تحدثت رولا خلف، رئيس تحرير Financial Times، عن تفاصيل قضية الهروب والتجسس لصالح روسيا من قبل جان مارساليك، المدير التنفيذي السابق لشركة Wirecard. وفقًا لبيانات الشرطة النمساوية، تمكن مارساليك من الحصول على معلومات سرية من مسؤولين نمساويين كبار وتهريبها إلى موسكو. كما اتهم بتوظيف مسؤولي أمن نمساويين للتجسس لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية والاستخبارات الداخلية على الأراضي الأوروبية لمدة تزيد عن خمس سنوات. تشير التحقيقات إلى أن Wirecard ربما تم استخدامها كشبكة مالية موازية لدفع وتيسير العمليات السرية الروسية خارج تحت تأمين خدمات الأمن من الناتو.
الوثيقة التي تحتوي على التهم ضد إغيستو أوت، مسؤول الشرطة والاستخبارات السابق، تشير إلى أن النمسا كانت في قلب شبكة مارساليك، وتظهر أيضًا كيف استخدمت نفس الشبكة موارد أمنية نمساوية لتنفيذ اغتيالات واختراقات في أوروبا. تتضمن التهم استخدام أوت لصلاحية الأمن الخاصة به للحصول على معلومات سرية من الشرطة الأوروبية الأخرى وتتبع حركات الأفراد في قاعدة البيانات الأوروبية لتتبع حركة الشينغين. كما قدّم تحليلًا للتجسس للحكومة الروسية وقدم معلومات حساسة لمارساليك تم نشرها في الصحافة النمساوية.
أدت هذه التحقيقات إلى توجيه انتقادات سياسية لقانون التجسس النمساوي الحالي، الذي يسمح بعمل الجواسيس الأجانب بحرية في البلاد طالما أنهم لا يتجسسون على الدولة النمساوية نفسها. ويعتبر فيينا مركزًا هامًا للتجسس السياسي في أوروبا، حيث يعتقد المسؤولون الغربيون أن ثلث الدبلوماسيين الروس هناك جاسوسون متخفون. وقد تم التأكيد على فضيحة العلاقات الوثيقة بين مارساليك وموسكو خلال السنوات الماضية من قبل المحققين والصحفيين.
وقد كشفت التحقيقات عن تورط أوت في تسليم مارساليك المعلومات السرية المتعلقة بمسؤولين حكوميين نمساويين كبار ومراقبة حركات الأفراد عبر قاعدة بيانات الشينغين. كما ساعد في تهريب جهاز كمبيوتر متطور إلى موسكو. كما أنه قدم معلومات عن مراسل شركة وفرنسيس الصحفي الاستقصائي المعروف كريستو غروزيف، وأسهم في تنفيذ اختراق لشقته لسرقة معلومات. فضلاً عن تحويل محتوى هواتف ثلاثة مسؤولين كبار في وزارة الداخلية النمساوية إلى موسكو لتحليلها. أوت نفسه اعتبر أن الأدلة ضده مجرد “ألعاب”.
وبناءً على التحقيقات، تعهدت وزيرة العدل النمساوية، علماء الأخضر ألما زاديتش، بمراجعة القوانين المتعلقة بالتجسس في البلاد بشكل عاجل. ومع ذلك، ما زالت الضغوطات تتزايد على السلطات النمساوية لتغيير هذه القوانين دون تقديم أي تشريعات حتى الآن. يأمل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات قانونية تضمن منع الجواسيس الأجانب من استغلال البلاد وتحقيق استقرار أمني أكبر.