حذرت شركة جوجل من ان الزيادة الكبيرة في الطلب على الذكاء الاصطناعي وبالتالي القدرات الحاسوبية تضر بجهودها لتقليل انبعاثات الكربون. في عام 2023، ارتفعت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بواقع 48٪، وهو أمر يعود جزئيا إلى زيادة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات التابعة للشركة. ومايكروسوفت وعزمتا ايضا على تحسين أداءهما البيئي عبر تحقيق صافي انبعاثات كربونية سلبية بحلول عام 2030، بينما تتوقع شركة أمازون تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2040.
وجاء هذا التحذير من “غوغل” ضمن تقريرها السنوي البيئي حيث تعد الشركات التكنولوجية الكبيرة ذات الاستخدام الكبير للكهرباء من أكثر الشركات انبعاثا للكربون. ويعزو هذا الارتفاع في الانبعاثات إلى زيادة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات التابعة للشركة والتي تستخدم لدعم خوادم الكمبيوتر اللازمة لخدمات الحوسبة السحابية والبرامج والخدمات الالكترونية التي تستهدفها الشركة. وبالنسبة لشركة جوجل، فان عملية تخفيض الانبعاثات تتعارض مع استخدامها المتزايد للذكاء الاصطناعي في منتجاتها.
وعلى جانب آخر، من المتوقع أن تقوم مايكروسوفت بتحقيق صافي انبعاثات كربونية سلبية بحلول عام 2030، الأمر الذي يعد هدفا طموحا لتحسين أدائها البيئي. وفي نفس السياق، تسعى شركة أمازون لتحقيق هدف مماثل بحلول عام 2040، وهو واحد من بين العديد من الاجراءات التي تقوم بها الشركة لتقليل تأثيرها على البيئة. الجهود المشتركة التي تبذلها هذه الشركات العملاقة في مجال الحوسبة السحابية تعكس التزامها بالاستدامة البيئية والحد من الانبعاثات الضارة.
تتطلب تحقيق الهدف للشركات الثلاثة بخصوص التقليل من الانبعاثات تبني استراتيجيات جديدة واعتماد تكنولوجيا نظيفة وصديقة للبيئة في عملياتها. ومن المهم أن تعمل هذه الشركات على تطوير حلول مبتكرة لتقليل تأثيرها على البيئة والحد من انبعاثات الكربون. ومن المهم أيضا أن تسعى هذه الشركات الكبيرة إلى تحفيز قطاع التكنولوجيا بأكمله على اتخاذ إجراءات لتقليل تأثيره البيئي والسعي نحو الاستدامة في جميع جوانب عمله.
يعكس التزام شركات التكنولوجيا الكبرى مع الاستدامة وتحسين الأداء البيئي المسؤولية المجتمعية التي تتحملها هذه الشركات. ولا عجب في أن تكون الشركات الكبيرة التي لها تأثير كبير في العالم الرقمي مسؤولة عن استخدامها للطاقة وانبعاثاتها الكربونية. ويمكن لتحقيق الهدف المشترك لتحقيق صافي انبعاثات كربونية سلبية بحلول منتصف القرن الحالي ان يفتح الباب أمام تبني إجراءات بيئية أكثر نهجا والسعي نحو عالم أكثر استدامة وصحة بيئيا.