كشف مسبار “جونو” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن أسرار جديدة حول قمر المشتري “آيو”، حيث أظهرت النتائج الجديدة مدى انتشار بحيرات الحمم البركانية على القمر وكيفية حدوث العمليات البركانية الجارية هناك. يُعتقد أن نشاط البراكين على هذا القمر يعود إلى تسخين المد والجزر، مع قوة الدفع والسحب الثقالية من المشتري والأقمار الأخرى التي تتسبب في توليد الحرارة في عمق “آيو”.
ثالث أكبر قمر لكوكب المشتري، يحتوي “آيو” على أكثر من 400 بركان نشط، وقد شوهدت هذه البراكين وهي تطلق سحبا ضخمة من الكبريت وثاني أكسيد الكبريت. يتشابه تكوين حلقات الحمم البركانية حول بحيرات الحمم على “آيو” بتكوين البراكين في هاواي، مما يشير إلى تشابه في العمليات الجيولوجية على الرغم من الظروف القاسية التي يعيشها “آيو”.
أشار الدكتور أليساندرو مورا، الباحث في المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في روما، إلى أن الحمم ترتفع وتنخفض بشكل دوري في بحيرات الحمم في “آيو”، مما يعكس نشاط البراكين الذي يمكن مراقبته بوضوح على سطح القمر. يتيح مسبار “جونو” إلقاء نظرة أولية عن كيفية حدوث البراكين والبراكينية على “آيو”، وكيفية تأثير هذه العمليات على سطح القمر وتشكيله.
وفي وقت سابق، كانت مهمة مسبار “جونو” تهدف إلى دراسة الغلاف الجوي للمشتري وتفاعلاته المغناطيسية، ولكنها تتيح أيضًا فرصة لدراسة الأقمار التابعة للمشتري مثل “آيو” وكشف أسرارها. تعتبر هذه النتائج الجديدة والرؤى الأولية التي تقدمها البحوث المتعلقة بالبراكين والحمم على “آيو” مفتاحًا لفهم أعمق للنشاط الجيولوجي على هذا القمر وكيف يؤثر الجاذبية والتسخين من المشتري عليه.
من الجدير بالذكر أن قمر المشتري “آيو” يعتبر مكانًا فريدًا بسبب نشاطه الجيولوجي غير المسبوق في النظام الشمسي، حيث يعد الوحيد الذي ترتفع فيه البراكين الحمم الساخنة كما تحدث على كوكب الأرض. يعتبر هذا الاكتشاف مهمًا في فهم العمليات الجيولوجية على الأجسام الفضائية الأخرى وكيف تتشكل وتتطور على مر الزمن.