في عالم السينما، تثير تقنية الذكاء الاصطناعي جدلًا حول إمكانية تقديم الفن بصورة أفضل وأسرع. جيمس كاميرون، المخرج الذي صنع فيلم The Terminator عام 1984 والذي خُيلت من خلاله هذه التكنولوجيا الشريرة، يقول إن نظام الذكاء الاصطناعي المتقدم يمكنه يومًا ما أن يقوم بعمله كمخرج. كاميرون يرون أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الفن ليس بالأمر المستحيل، وأنه يمكن أن يكون له دور في تحرير المخرجين لتنفيذ المزيد من المشاهد في وقت أقل من الوقت. يعتبر هذا الأمر جذابًا بالنسبة لكاميرون الذي قضى 13 عامًا وتقديريًا 350 مليون دولار في إنتاج فيلمه الأخير ذا شأن “آفاتار: طريق الماء” الذي حقق 1.5 مليار دولار عالميًا بعد صدوره عام 2022.

على الرغم من تفاؤل كاميرون بإمكانية استخدام التقنية الذكاء الاصطناعي في الفن، إلا أنه لا يعتقد أن الآلات يمكن أن تقدم أداءً إنسانيًا. يقول إن الآلة يمكن أن تقدم أداءً مقنعًا، لكنها لن تقدم لك اللحظة الغريبة للإبداع التي يمنحها الممثل من خلال تجربته الشخصية. يعتبر أننا كبشر نحن جميعًا “ذكاء اصطناعي إنتاجي”، وأن هذه التكنولوجيا لا يمكنها أن تعبر عن المشاعر بنفس الطريقة التي يفعلها الممثل. كاميرون يعبر عن تفاؤله بإمكانية إحياء تكنولوجيا الفيلم ثلاثي الأبعاد، ويريد ترخيص هذه التكنولوجيا للآخرين في الصناعة. يعتبر أنه يجب على الشخص أن يكون جزءًا من الدورة الإنتاجية للمحتوى ثلاثي الأبعاد، وأنه يخطط لاتخاذ خطوات في هذا المجال، ولكن يعتبر أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت ستكون نجاحًا أم فشلًا.

كاميرون، الذي امتلك قصة حب طويلة الأمد مع العلوم والتكنولوجيا، يعتبر أنه من الممكن للذكاء الاصطناعي بشكل عام أن يقدم أدوارًا إبداعية في الفن، مثل كتابة نص برنامج تلفزيوني أو إخراج فيلم. يتطلع إلى أن يقوم خوذة Apple Vision Pro بدفع الطلب على تكنولوجيا الفيلم ثلاثي الأبعاد، ويريد ترخيص هذه التكنولوجيا للآخرين في الصناعة. رغم أنه يعرب عن تفاؤله بقدرة التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تسهيل العمليات المملة في الفن، إلا أنه لا يثق في إمكانية أن تقوم الآلات بالأداء الإبداعي الحقيقي كما يقوم به البشر. يرى أن العواطف والمشاعر لا يمكن أن تنتجها التكنولوجيا بنفس الطريقة التي يمكن بها للإنسان.

من خلال التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تطرح أسئلة كثيرة حول دور الآلات في الفن والسينما. يجد كاميرون أن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفيدة في القيام بالمهام المملة والروتينية في صناعة السينما، مما يتيح المزيد من الوقت للمخرج لإنجاز المزيد من المشاهد في وقت أقل. خلافًا لمبادئ كاميرون، تسعى الشركات الإعلامية لاستخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإيجاد طرق لتوفير الوقت والمال في الإنتاج. يُعتبر عالم السينما بمثابة واحدة من الصناعات التي تشهد تحولًا كبيرًا نظرًا لاستخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج والإبداع. تثير هذه التطورات تساؤلات حول ما إذا كانت التكنولوجيا يمكنها أن تحل محل الإبداع الإنساني في الفن.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.