تستخدم شركة الهندسة البيئية “كيروس” في باريس بيانات أقمار اصطناعية ونماذج من الذكاء الاصطناعي لترصد بدقة عمليات تسرّب الميثان، وهو غاز قوي من غازات الدفيئة المنبعثة من مصادر الطاقة الأحفورية. يتم رصد هذه الأعمدة الغازية عديمة الرائحة وغير مرئية في الهواء على خرائط الشركة على شكل سحب ملونة، وقد تمت ملاحظة حوالي 10 آلاف حدث لتركيز غاز الميثان في العالم منذ عام 2019، بسبب ممارسات ضارة في الصناعة الأحفورية في عدة دول.

تحدث تسريبات غاز الميثان عندما تحدث مشاكل في الضغط بخط أنابيب الغاز وتظل الصمامات مفتوحة لتجنب خطر الانفجار، وهذا يؤدي إلى انبعاثات كبيرة من الغاز الضار بالبيئة. الغاز الميثاني هو المسؤول عن نحو 30% من الاحترار العالمي منذ الثورة الصناعية ويمكن تجنب 40% من انبعاثاته من إنتاج مصادر الطاقة الأحفورية بتكلفة منخفضة، ولكن يتطلب ذلك مراقبة دقيقة.

تستخدم شركة “كيروس” تسعة أقمار اصطناعية تديرها وكالات فضائية حكومية ترسل الصور بدقة عالية إلى الأرض بترددات مختلفة، ويتم معالجة هذه الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي. يتم تدريب نماذج من الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لرصد تسربات الميثان تلقائيا بناء على مليارات البيانات المتاحة.

الذكاء الاصطناعي يعتبر أسلوبا فائقا في تدريب الشبكات العصبية العميقة للتعرف على أعمدة الميثان، بما في ذلك الأعمدة الصغيرة أو التي تكون غير واضحة في الصور الملتقطة بسبب الإضاءة الخافتة أو الغيوم. تعتمد الشركة أيضا على تطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتزويد عملائها بتحليلات دقيقة.

أسست شركة “كيروس” في عام 2016 نتيجة الاعتراف بفشل جماعي في وقف آثار التغير المناخي، وتقدم بياناتها لمنظمات دولية مثل الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية ودول محددة وجهات فاعلة في مجال الطاقة لتقييم المخاطر المناخية على استثماراتهم. تعمل الشركة على تقديم بيانات دقيقة لتحديد انبعاثات غاز الميثان والتأكد من التزام الشركات بخفضها بنسبة كبيرة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version