تشير التقارير الأخيرة إلى أن معدل التكرار للحوادث ذات الخطورة العالية التي تتطلب تدخلاً بشرياً قد تجاوز حدها الأعلى، حيث يتم تسجيل حوادث من هذا النوع بمعدل حادثتين يومياً في عام 2023. وتبين أن هذا الاتجاه موجود في جميع الصناعات، حيث تصدرت القطاعات التي شهدت أعلى معدلات للحوادث مثل القطاعات المالية وتكنولوجيا المعلومات والقطاعات الحكومية والصناعية قائمة الأكثر تأثرًا بهذه الحوادث.
وتقدم تقرير محللي الاكتشاف والاستجابة المدارة معلومات تفصيلية عن الحوادث التي تم الإبلاغ عنها خلال العام، مع التركيز على طبيعة هذه الحوادث وتوزيعها حسب الصناعة والمنطقة الجغرافية. كما يسلط الضوء على الأساليب والتقنيات والأدوات الأكثر استخدامًا من قبل المهاجمين في العام الماضي، ويعتمد التقرير على تحليل حوادث الاكتشاف والاستجابة المدارة التي تم اكتشافها في مركز العمليات الأمني في “كاسبرسكي”.
وكشف التقرير أن القطاع الحكومي كان يشهد أكبر نسبة من الحوادث ذات الخطورة العالية بنسبة 22.9٪، تليه قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 15.4٪، وبعدها القطاعات المالية والصناعية بنسبة 14.9٪ و 11.8٪ على التوالي. وفيما يتعلق بطبيعة هذه الحوادث، ذكر التقرير أن 25٪ كان لها دافع بشري، وأن أكثر من 20٪ منها تتعلق بأنواع مختلفة من التدريبات السايبرانية.
في هذا السياق، تم تسجيل انخفاض طفيف في نسبة هجمات البرمجيات الخبيثة التي أسفرت عن عواقب خطيرة في عام 2023 مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت تمثل نسبة قليلة من إجمالي الحوادث الخطيرة المبلغ عنها. يشير التقرير إلى أهمية تحليل هذه الحوادث والتعرف على السيناريوهات المحتملة التي تؤدي إلى حدوثها، بغية تعزيز الاستعداد والتأهب لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
وفي نهاية التقرير، يتبنى فريق الاكتشاف والاستجابة المدارة في “كاسبرسكي” نهجاً شاملاً للتعامل مع التهديدات الأمنية والحوادث المحتملة، من خلال تبني استراتيجيات تأمين مُناسبة لمختلف الصناعات والقطاعات. ويشدد التقرير على أهمية التحول الرقمي واعتماد التكنولوجيا الحديثة في تعزيز قدرة المؤسسات على التصدي للتحديات الأمنية وضمان سلامة بياناتها وأنظمتها وعملياتها بشكل فعال وفعالية.