يمكنك البقاء على اطلاع بآخر التحديثات من خلال الاشتراك في خدمة الانباء والتقارير المالية الصينية المجانية myFT Digest، حيث يتم توصيلها مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم، ولقد أولى دول الشرق الأوسط، خاصة السعودية، أهمية خاصة للعلاقات مع الصين لحماية عميلها الرئيسي. وعلى الجانب الصيني، كانت الصين تصدّر قيم أقل إلى المنطقة مقارنة بوارداتها، ولكن ذلك قد يتغير الآن.

بدأت مجموعة من شركات التكنولوجيا الصينية في التوسع بشكل عدواني في السعودية، كجزء من خطط توسيعها العالمية. أحدث هذه الشركات هي شركة توصيل الطعام العملاقة Meituan، التي تسعى لتوظيف موظفين مقيمين في الرياض. هذا أمر مهم: حيث ستختار Meituan الشرق الأوسط كأول توسع أجنبي لها خارج الصين. بينما تعمل عملاقة التجارة الإلكترونية الصينية Alibaba على التعاون مع شركات محلية في السعودية والإمارات للتوسع في المنطقة. وتخطط Tencent لتوسيع أعمالها في مجال السحابة هناك ولاستثمار في تخزين البيانات. بينما تزيد عملاقة الأزياء السريعة والتجارة الإلكترونية Shein من وجودها من خلال إطلاق عروض أزياء وأول عرض واقعي لها إلى السعودية.

في حين كانت التكنولوجيا الصينية في مجالات مثل خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي تتقدم بسرعة، فإن الطلب على تطبيقاتها وتكنولوجياها في أسواق كبيرة مثل الولايات المتحدة تهدد بارتفاع التوترات الجيوسياسية. نظرًا لأن العلاقات تركز أساسًا على المصالح الاقتصادية مع الشرق الأوسط، فإنها قد تواجه تدقيقًا سياسيًا أقل هناك. الصين هي أكبر شريك تجاري لمعظم دول الشرق الأوسط.

لقد زادت الضغوط الاقتصادية داخل الصين من الحاجة إلى التوسع في الخارج. إذ أن إيرادات Alibaba في الربع الأخير من العام تخلفت عن التوقعات. كما تضررت مبيعات Tencent في أعمال الألعاب الأساسية بسبب تباطؤ غير متوقع. كما انخفضت هوامش التجارة المحلية الأساسية لـ Meituan؛ حيث انخفضت أسهمها بنسبة خامسة في العام الماضي.

الوقت مواتٍ الآن. حيث تبحث السعودية عن النمو خارج الوقود الأحفوري، حيث تبدأ بالجدية في الاستثمار في الصناعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي. وقد أنشأت هذا العام صندوقًا بقيمة 100 مليار دولار للاستثمار في التكنولوجيا الجديدة. إذ أن لديها سوق تكنولوجيا مستندة نسبيًا، حيث يبلغ حجم السوق المحلي لخدمات السحابة مثلاً حوالي 4 مليارات دولار فقط، مقارنة بأكثر من 200 مليار دولار في الولايات المتحدة وحوالي 100 مليار دولار في الصين.

هناك حافز أيضًا للسعودية. حيث تجاوزت روسيا السعودية العام الماضي لتصبح أكبر مورد للنفط للصين. وتعد الصادرات الصينية إلى السعودية نصف الصادرات فقط في الوقت الحالي. ومن تحقيق المكاسب للبكين ستساعد في تعميق الروابط وتحسين العلاقات التجارية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.