تمتلك الصين مزايا في مجال “التحول الأخضر” وصناعات الذكاء الاصطناعي بسبب ثروات الطبيعة التي تتمتع بها. وأظهرت أرقام حول الاستهلاك الكبير للنحاس من قبل صناعات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس أهمية الصين في التحكم بمسار التطور التقني. ويُتوقع زيادة الطلب على النحاس بشكل كبير بسبب التحول في الطاقة نحو استخدام السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، مما يعزز مكانة الصين في هذا القطاع.
وتوقعت شركة ترافيجورا لتجارة السلع الأولية زيادة الطلب على النحاس المرتبط بالذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات بحلول عام 2030، وهو ما سيزيد من عجز المعروض على المستوى العالمي. ويشير التحليل إلى أن الطلب العالمي على النحاس قد يصل إلى 26 مليون طن هذا العام، مما يعكس قلق الغرب من الهيمنة الصينية على سوق المواد الخام الحيوية.
وفي ظل تصاعد التوتر الجيوسياسي، يخشى خبراء اقتصاديون من تباطؤ التحول الأخضر نتيجة لمزايا الصين في إنتاج واستهلاك المواد الخام الحيوية اللازمة لتحول الطاقة. وتسيطر الصين على إنتاج عناصر “التربة النادرة” والجرافيت اللازم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مما يجعلها أكبر لاعب عالمي في هذا المجال.
من المهم النظر في سبل التعاون بين الصين والغرب لضمان استدامة التحول الأخضر وتحقيق الأهداف المشتركة في مجال البيئة والطاقة. وتحمل الصين دوراً كبيراً في تأمين الإمدادات العالمية من المواد الخام الحيوية، لذلك يجب على الدول الغربية وحلفاؤها البحث عن حلول لتقليل تبعات هذه الهيمنة وتحقيق التوازن في السوق العالمية.
الغرب بحاجة إلى وضع استراتيجيات محكمة للتعامل مع تحديات الصين في قطاع الطاقة والبيئة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي قد تعيق التعاون الدولي في مجال التحول الأخضر. ومن المهم تحفيز الابتكار والتنمية المستدامة في الصناعات الخضراء للتصدي لهذه التحديات وتحقيق التوازن في السوق العالمية.
يجب على الدول الغربية تكثيف جهودها في مجال البحث والتطوير لتطوير تكنولوجيا جديدة والاستفادة من الابتكارات الحديثة في مجال الطاقة النظيفة، بهدف تحقيق الاستدامة والتنمية البيئية. كما ينبغي التعاون مع الصين وغيرها من الدول لضمان تطبيق أفضل الممارسات والسياسات البيئية على مستوى العالم والحد من آثار التلوث والتغير المناخي.