أثار تقرير أصدرته هيئة الرقابة على وسائل الإعلام البريطانية قلق البث التلفزيوني الأرضي من أنه قد يصبح غير مستدام اقتصاديًا مع انتشار تفضيل المزيد من الأشخاص لمشاهدة التلفزيون عبر الإنترنت. ووفقًا للتقرير، توقع العديد من البث التلفزيوني وجهات الصناعة الأخرى “نقطة فارقة” حين يصبح من المستحيل دعم التلفزيون الأرضي في شكله الحالي. وتحذر الهيئة من أن إيقاف التلفزيون الأرضي قد يؤثر بشكل خاص على الجماهير الأكبر سناً والأكثر فقراً.
من أجل الحفاظ على توافر خدمات التلفزيون، عرضت الهيئة ثلاث خيارات، منها تقديم خدمة أرضية أكثر فعالية وبتكلفة أقل، أو تقليصها لتقديم خدمة أساسية فقط، أو التقدم نحو إيقاف قنوات البث الأرضي في الثلاثينيات من القرن الحالي. وأشارت الهيئة إلى أهمية تحديد النهج المستقبلي في الوقت الحالي نظرًا لانتهاء العديد من تراخيص البث الجماعي في عام 2034.
تشير الإحصائيات إلى أن العديد من البيوت في بريطانيا يعتمدون الآن على خدمات التلفزيون عبر الإنترنت، مما قد يؤدي إلى زيادة تدفق الجمهور من التلفزيون الأرضي التقليدي إلى الإنترنت. وعلى الرغم من أن معظم المشاهدين سيكونون على الإنترنت بحلول عام 2030، فإن البيوت التي تعتمد على التلفزيون الأرضي تتألف بشكل أساسي من كبار السن أو الأشخاص ذوي الدخل المنخفض.
بالإضافة إلى ذلك، تشير إحصاءات هيئة الرقابة على وسائل الإعلام إلى أن الأشخاص يقضون أقل وقت مشاهدة التلفزيون البث الأرضي يوميًا مما كانوا يقضونه قبل 5 سنوات، مما يعكس انتقال الجمهور نحو وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات الأخرى عبر الإنترنت. وأشارت الهيئة إلى أن مشاهدة القنوات المجدولة عبر التلفزيون الأرضي من المتوقع أن تنخفض من 62 في المائة في 2023 إلى 22 في المائة بحلول عام 2040.
وفي استجابتها للاستشارة التي أجرتها هيئة الرقابة على وسائل الإعلام، أكدت البي بي سي أنها تتوقع نقطة فارقة في السنوات القادمة، تجعل التكلفة غير قابلة للمساس بالنسبة إلى المشاهدين. وحذرت مجموعة باراماونت الأمريكية من أنه قد يأتي يوماً تصبح فيه التوزيع عبر التلفزيون الأرضي غير قابل للبقاء بالنسبة للبث التجاري.