يواجه الآباء تحديا كبيرا في تحديد الوقت المناسب لإعطاء أطفالهم الهواتف الذكية. فقد قام بعض الآباء في المملكة المتحدة بتشكيل حملة تهدف إلى الحد من تأثير الهواتف على الأطفال. بدأت هذه الحملة بمبادرة من الصحافية ديزي غرينويل التي شعرت بالقلق من تأثير الهواتف على أطفالها بعد ملاحظتها أن العديد من زملاء طفلها في المدرسة يحملون هواتف.
قامت ديزي بإطلاق حملة بعنوان “اتحاد الآباء من أجل طفولة خالية من الهواتف الذكية” بمساعدة صديقتها كلير رينولدز. وأظهرت البيانات والتجارب التي تناولها الآباء تأثيرا سلبيا على الأطفال جراء امتلاكهم للهواتف في سن مبكرة. وبعد الجدل الذي أثارته هذه الحملة، انضم العديد من الآباء إليها وشكلوا مجموعات على تطبيق واتساب لتبادل الآراء والتجارب.
تظهر المخاوف الأبوية المتعلقة بتأثير الهواتف الذكية على الأطفال في كتاب “ذي انكشس جنرايشن” للعالم النفسي الأميركي جوناثان هايت. يؤكد هايت في كتابه على ضرورة حظر الهواتف للأطفال قبل سن الرابعة عشر وشبكات التواصل الاجتماعي قبل سن السادسة عشر. كما يشدد على أهمية تعاون الوالدين معا لمنع إعطاء الأطفال الهواتف وعدم الانحياز لضغوطهم.
تعتبر تحديثات التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية بين الأطفال في سن مبكرة مشكلة تثير القلق لدى الأهالي والمتخصصين على حد سواء. ويظهر تحليل وزير الدولة البريطاني لشؤون التعليم أن معظم التلاميذ يحملون هواتف محمولة في سن الحادية عشر أو الثانية عشرة. وبناءً على ذلك، يدعم العديد من الآباء حملة الحد من استخدام الهواتف الذكية للأطفال.
تشير الدراسات والتجارب التي تناولتها الحملة إلى أن تأثير الهواتف الذكية على الأطفال يمكن أن يكون سلبيا على صحتهم النفسية والاجتماعية. ويشعر الكثيرون من الآباء بصعوبة رفض طلبات أبنائهم بالحصول على الهواتف، ويتساءلون عن كيفية التوفيق بين ضغوط الأطفال ومخاوفهم من تأثير الهواتف.
إذا كانت الهواتف الذكية تشكل تحديا كبيرا للآباء في تحديد الوقت المناسب لإعطاء أطفالهم هذه الأجهزة، فإن إطلاق حملات مثل “اتحاد الآباء من أجل طفولة خالية من الهواتف الذكية” يوضح أهمية التوعية بتأثير استخدام الهواتف على الأطفال ويشجع على تبني سلوكيات صحية ومفيدة في هذا الصدد. يحتاج الأهالي إلى مزيد من الدعم والمعلومات حول كيفية التعامل مع تلك التحديات وحماية أطفالهم من المخاطر الناجمة عن استخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة.
