منذ ثمانين عامًا، تمر دور النساء في العديد من الدول الأوروبية بمسارات مختلفة. في فرنسا، لم تنعم النساء بحق التصويت حتى بعد الحرب العالمية الثانية وخلال الاحتلال الألماني، حيث منحت لأول مرة في أبريل 1945 بعد أكثر من 150 عامًا من النضال. على الجانب الآخر من أوروبا، كانت النساء في العديد من الدول الأوروبية الأخرى تحصل على حق التصويت، مثل فنلندا التي شهدت بداية الديمقراطية الحديثة في 1906، ودول أخرى مثل الدنمارك وألمانيا وسويسرا حققت تقدما فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين في الساحة السياسية.
من الجدير بالذكر أن النضال من أجل حق التصويت للنساء كان مليئًا بالتحديات. على سبيل المثال في المملكة المتحدة، كانت النسويات يناضلن بكل جهد من أجل الحق في التصويت، حيث اعتمدن تكتيكات عنيفة مثل ربط أنفسهن بالمظلات والإضرابات عن الطعام. وفي عام 1918، أسفرت جهودهن عن قانون تمثيل الشعب الذي منح حق التصويت للنساء البالغات من العمر أكثر من 30 عامًا، وجاء ذلك بعد عام 1944 حين منحت فرنسا الحق في التصويت للنساء.
من الجدير بالذكر أن بعض الدول أبطأ من غيرها في منح الحق في التصويت للنساء، ففي اليونان مثلًا، تم تأجيل تنفيذ تحقيق المساواة في حقوق التصويت حتى عام 1952. بينما في سويسرا، كان الطريق نحو المساواة بين الجنسين في حق التصويت تدريجيًا حتى وصل النساء إلى الحق في التصويت على الصعيدين الفيدرالي والكانتوني بين عامي 1959 و1990، وشهدت سويسرا أيضًا منح الحق في التصويت للمرأة في عام 1971. أما في إيطاليا، فقد تأثرت بالفاشية في القرن العشرين، لكن تم حق تصويت النساء في عام 1945 بعد مشاركتهن الفعالة في الصراع ضد الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية.
من الجدير بالذكر أن حق التصويت للنساء في إسبانيا تأجل بعد قيام فرانكو بالسلطة في عام 1939 بعد الحرب الأهلية الإسبانية، وعلى الرغم من عدم تنفيذ انتخابات ديمقراطية وطنية بين عامي 1939 و1977 تحت ديكتاتورية فرانكو، إلا أن النساء حافظن على حق التصويت بشكل محدود على أساس أساسي في الانتخابات البلدية. كما شهدت إيطاليا عملية انتقال نسائية نحو المساواة بين الجنسين في حق التصويت خلال التسعينيات.
استمرت النضالات في استعادة حق التصويت للنساء في أوروبا منذ العصر الوسطى، وتراوحت من تمكين النساء في بعض الدول بالفعل من التصويت في الانتخابات المحلية بدرجة معينة، إلى منح حق التصويت على الصعيدين الفيدرالي والكانتوني في بعض البلدان كالمملكة المتحدة وسويسرا وإيطاليا. تميزت رحلة فرنسا نحو الحق في التصويت بالمقاومة المؤسسية والاضطرابات السياسية، وعلى الرغم من المطالبة المبكرة خلال الثورة الفرنسية، إلا أن حق التصويت كانت تلك الرحلة طويلة وصعبة حتى بعد الحرب العالمية الثانية.