انهت الحرب على غزة شهرها التاسع بولادة واقع جديد، غير الحياة في غزة فحسب، بل في المنطقة بأسرها. خلال الشهور التسعة الماضية، زادت حصيلة القتلى في غزة إلى أكثر من 38 ألف شخص، مع عدد الجرحى يبلغ 87 ألفا. هذا يعني أن الموت كان يحصد بين 5-6 شهداء كل ساعة. تقديرات تشير إلى وجود أكثر من 10 آلاف شخص مفقود تحت الأنقاض.
المعاناة في غزة لم تقتصر فقط على الخسائر البشرية، بل تضمنت أيضا تدمير المستشفيات والمراكز الصحية. هذا أدى إلى انتشار الأمراض بين السكان وتضاءل الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي. تكدست النفايات في الشوارع والأزقة، مما يشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة.
وعلى صعيد المقاومة، نجحت المقاومة في المحافظة على زخمها رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها. تزايدت ندية المقاومة مقابل الاحتلال، ونجحت في تعزيز قدراتها وتحولت من الدفاع إلى الهجوم. من جانبه، عانت إسرائيل من فشل في تحقيق أهدافها في الحرب، تسببت في خسائر بشرية واقتصادية فادحة. كما تفاقمت الأزمة السياسية والاقتصادية داخل إسرائيل.
هزم معنويات الجيش الإسرائيلي بسبب الخسائر البشرية الكبيرة والمصابين بأزمات نفسية. تراجعت صورة الجيش الذي لا يقهر وزادت الاستنكارات الدولية ضد إسرائيل. مع استمرار الحروب والتكاليف الهائلة، زاد العزلة العالمية لإسرائيل وتسارعت وتيرة التحذيرات من تبعات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي.
يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة معقدة وتفكك المجتمع الإسرائيلي، مع تناقضات داخلية جلية. تشير التقديرات إلى تصاعد التوتر المجتمعي والعزلة الدولية، بينما يتزايد العجز عن تحقيق الانتصارات. يعكس الوضع في إسرائيل حالة من الهزيمة والانكسار.
انهكت الحرب في غزة سردية الدولة النموذج في المنطقة، وكشفت الوهن الإسرائيلي في مختلف المجالات. احتاجت إسرائيل إلى دعم خارجي بشكل متزايد وزادت العزلة الدولية، مما خلق صورة ملونة للكيان الإسرائيلي. الحرب في غزة ستترك آثارا دائمة على إسرائيل، سواء على الصعيدين الداخلي والخارجي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.