تلقت قوات الدعم السريع في السودان ضربة عسكرية ومعنوية بعد انضمام قائدها السابق في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، للجيش السوداني. حيث يُعتبر هذا الانشقاق خطوة في صالح القوات المسلحة، مما يُسرع من عملياتها العسكرية في المنطقة. التحدث مع مراقبين أشار إلى أن انشقاق كيكل كان متوقعًا، حيث سلّم نفسه مع قواته وآلياته للجيش السوداني. وتوصف هذه الخطوة بأنها جزء من عملية أكبر تهدف إلى استعادة السيطرة على ولاية الجزيرة، مع ترجيحات بأن ذلك قد يُزعزع استقرار قوات الدعم السريع.
أبو عاقلة كيكل هو ضابط متقاعد سبق له أن أسس “قوات درع السودان” في العام 2022، ليعلن لاحقاً في أغسطس 2023 انضمامه لقوات الدعم السريع. أتى انضمامه كوسيلة للتعبير عن معارضته لما اعتبره تجاوزات في اتفاق جوبا الذي وقعته الحكومة مع الحركات المسلحة. الهدف الرئيسي لقيادته كان هو الدفع نحو تشكيل جيش وطني موحد يتضمن جميع القوات المسلحة، وهو ما كان يحلم به، خاصة أن قواته كانت تتبنى رؤية لموازنة القوى في المنطقة.
بعد انضمامه لقوات الدعم السريع، ساهم كيكل بخبرته في تعزيز العمليات العسكرية وتجميع الدعم اللوجستي. ومع ذلك، كانت هناك أسباب معقدة أدت إلى انشقاقه عن الدعم السريع، حيث مُهدت الطريق لذلك من خلال مفاوضات أُجريت قبل عدة أشهر، وبمساعدة عائلته. أُشير إلى أنه كان من المفترض أن يعلن كيكل تحرير ود مدني، إلا أنه واجه صعوبات في هذا الاتجاه.
يرى المحلل السياسي أن انشقاق كيكل هو بمثابة ضربة قاسية لقوات الدعم السريع، حيث يملك معلومات قيمة حول نقاط ضعف تلك القوات، مما يعزز الجيش في سعيه لاستعادة السيطرة. كما أن هذه الأحداث تُظهر انقسامًا في القوى العسكرية، مما قد يُصعِّب مهمة قوات الدعم السريع بعد فقدان قائد مؤثر. يثير انضمام كيكل قلقًا بشأن تمثيل قوات الدعم السريع في المجال القومي وينبه إلى تأزم الأوضاع هناك.
من جهة الدعم السريع، أكد أحد القيادات أنهم لم يتفاجؤوا بانشقاق كيكل، حيث كان قد خضع للاستجواب مسبقاً بسبب الاتصالات مع الجيش. وعلى الرغم من استهزاء بعض القادة في الدعم السريع بخطوات كيكل، يؤكد الخبراء على أهمية انضمامه لصفوف الجيش في إعادة التوازن العسكري بالمنطقة. كما جاء حديثه ليعكس انقساماً عميقاً داخل القوى المتنازعة.
في سياق متصل، توصل كيكل لاتفاق مع الجيش بشأن عدم محاسبته مقابل انضمامه له. هذه الخطوة لاقت ترحيبًا شعبيًا في مناطق عدة، كما أظهرت عدم رضى بعض فئات المجتمع لما تم ارتكابه من انتهاكات بحق المدنيين على يد كيكل وقواته، مما يعكس تباين وجهات النظر حول الأبعاد السياسية والعسكرية لهذا الانشقاق، ويبقي الوضع في السودان مستمرًا في حالة من التوتر والانقسام.