مع تقدم موسم الزيتون المقبل، لن يتمكن المقدسي سامي درويش من قطف ثمار أشجاره التي ألفت أغصانها كفيه منذ عقود، حيث أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارا نهائيا بمصادرة أرضه في مستوطنة جيلو جنوب القدس. تعود هذه المعركة القانونية إلى عام 1970 عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية مصادرة 12 ألف دونم بشكل سريع وعشوائي لصالح إقامة مستوطنات جديدة.

مع وجود ثلاثة منازل لعائلة درويش في منتصف الأرض، تم استثناء جزء منها من المصادرة، ولكن المعركة القانونية استمرت حتى عام 2022 عندما رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا الاستئناف، وأعادت القضية إلى نقطة الصفر. يبدي درويش إصراره على الحفاظ على أرضه ويرفض التنازل عنها، رغم عروض بلغت مبالغ خيالية من قبل البلدية ودائرة الأراضي الإسرائيلية.

تتواصل المعركة الحقوقية والقانونية لسامي درويش، حيث يواجه تهديدات من القضاة بتحميله تكاليف مالية ضخمة إذا لم ينسحب من القضية. تتسع مستوطنة جيلو التي تقع جنوب القدس وتُعتبر حيًا من أحياء القدس، وتشهد مخططات لتوسيعها بزيادة وحدات سكنية جديدة. المستوطنة تلعب دورًا رئيسيًا في ربط مدينة القدس بهذه المستوطنة وتعتبر جزءًا من الخطة للقدس الكبرى.

تعاني أرض سامي درويش من وحشية المصادرة والتهجير، حيث أحرقت المستوطنين أشجار الزيتون وتم اقتلاع الشتلات الجديدة التي زرعها بعد ذلك. يعبر درويش عن أسفه وحزنه لفقدان أرضه ويصف حاله بالاستسلام أمام الظروف القاسية التي يواجهها. يواصل درويش رفضه لعروض التنازل ويتمسك بحقوقه حتى النهاية.

يظهر سهيل خليلية، الباحث في معهد الأبحاث التطبيقية – القدس، أن مستوطنة جيلو توسعت بشكل كبير على حساب أراضي قرى شرفات وبيت صفافا والمالحة وبيت جالا. تمددت المستوطنة لتصبح مساحتها 3 آلاف دونم وتضم عددًا كبيرًا من المستوطنين. يشير خليلية إلى أهمية جيلو في ربط مدينة القدس بمنطقة غوش عتسيون ودورها في مخطط القدس الكبرى.

المعركة من أجل الأرض والحقوق المدنية مستمرة لسامي درويش وعائلته، حيث يواجهون تهديدات وتحديات مستمرة من السلطات الإسرائيلية. يظهر درويش عزيمته وصموده في مواجهة انتهاكات القانون والظلم الذي يتعرضون له، ويرفض التخلي عن أرضه وحقوقه حتى النهاية. تبقى معركته رمزًا للصمود والصراع من أجل العدالة والحرية في القدس المحتلة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version