18/2/2025–|آخر تحديث: 18/2/202503:59 م (توقيت مكة)
طلبت واشنطن من الزعماء الأوروبيين تقديم ضمانات أمنية، بما في ذلك قوة عسكرية، لأوكرانيا إذا تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من التوصل إلى اتفاق سلام أو وقف إطلاق النار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن، فكيف يمكن أن يتم ذلك؟
هذا ما حاولت صحيفة غارديان البريطانية توضيحه من خلال الإجابة عن 5 أسئلة:
-
أولا، كيف يمكن أن تبدو القوة العسكرية في أوكرانيا؟
هنا تنسب غارديان لمدير العلوم العسكرية في معهد الخدمات المتحدة الملكي ماثيو سافيل أن هناك عدة مستويات من القوة التي يمكن نشرها بعد وقف إطلاق النار في أوكرانيا. الأول هو قوة ردع برية كبيرة، قادرة نظريًا على القتال إذا غزت روسيا أوكرانيا مرة أخرى، ربما مثل 100 إلى 150 ألف جندي سعى إليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولكن مع استبعاد الولايات المتحدة المشاركة، فإن القيود المفروضة على الأفراد تعني أنه من غير الواضح ما إذا كانت أوروبا قادرة على توفير مثل هذا العدد، ويعتقد سافيل أن البديل الأكثر مصداقية سيكون قوة “فخ” تتألف من “عشرات الآلاف مع ألوية أوروبية على أجزاء من خط المواجهة لكنها تعني أنع إذا هاجمت روسيا جارتها أوكرانيا مرة أخرى، فإن الدول الأوروبية سوف تنجر إلى الصراع.
وقد تقتصر تلك القوة، حسب سافيل، على مجرد “قوة تدريب كبيرة”، قد تشكل رادعًا لأن القوات الأوروبية ستكون متمركزة في أوكرانيا، وقد تكون قادرة على القتال وتقديم الدعم في أزمة عسكرية، لكن هذا لن يقدم سوى مساعدة محدودة لأوكرانيا، التي تواجه حوالي 600 ألف جندي روسي على طول جبهة نشطة يبلغ طولها 600 ميل على الأقل. ويضيف خبير عسكري أن ثمة ضرورة لمكون “جوي وبحري” لأي دعم مستقبلي لأوكرانيا.
-
ثانيا، هل يمكن أن تقتصر هذه القوات على قوات حفظ سلام؟
من غير المرجح أن تكون أي قوة أوروبية يتم نشرها في أوكرانيا بمثابة بعثة لحفظ السلام. فمثل هذه البعثات يتم تنسيقها من قبل الأمم المتحدة وتتضمن العمل بطريقة متوازنة، والقيام بدوريات على جانبي خط التماس. وقد تم الكشف عن عدم فعاليتها في الماضي، وكما كان في البوسنة في يوليو/تموز 1995 عندما ذبحت القوات الصربية حوالي 8 آلاف مسلم بوسني في سربرينيتشا كانوا تحت حماية الأمم المتحدة اسميا.
وأيّا كان حجم القوة، فمن المرجح أن تكون تحت نوع من القيادة الأوروبية. ويوم الأربعاء الماضي، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن مثل هذه القوات لن تكون مشمولة بضمانة أمنية من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما يعني أن البلدان المشاركة سوف تضطر إلى الدفاع عن نفسها إذا اندلع صراع جديد مع روسيا.
-
ثالثا، ماذا تقول الدول الأوروبية؟ وهل هي مستعدة للمشاركة إذا لزم الأمر؟
كانت فرنسا الأكثر تحمسا لنشر قوة عسكرية في أوكرانيا، وتلتها بريطانيا ثم السويد، ولكن في ألمانيا قال المستشار أولاف شولتز إن مثل هذه المناقشات “سابقة لأوانها”، كما استبعدت بولندا إرسال قوات إلى جارتها، وهي ضربة للجهود المتعددة الجنسيات الناشئة.
-
رابعا، ما موقف روسيا؟
لقد شنت روسيا غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وكان أحد أهدافها هو منع جارتها الأصغر من أن تصبح جزءًا من الغرب، بما في ذلك الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ولم تتغير أهدافها العامة، بما في ذلك تطلعها إلى نزع سلاح أوكرانيا، ومن المرجح أن تعارض وجود قوات أوروبية داخل البلاد.
ويريد الكرملين استبعاد الدول الأوروبية من محادثاته مع الولايات المتحدة، ويبدو أن الأميركيين سعداء بالموافقة.
-
خامسا، هل هناك خطر لاندلاع صراع أوسع بين أوروبا وروسيا؟
رغم استبعاد الساسة الأميركيين إرسال قوات برية، فإن واشنطن لم تستبعد تقديم الدعم الجوي، ومن شأن فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا أن يشكل مساعدة كبيرة لكييف، ولكن البيت الأبيض يبدو غير مهتم بأوكرانيا إلى الحد الذي يجعل من غير الواضح ما إذا كان سيفكر في مثل هذه الخطوة.
السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الدول الأوروبية سوف تضطر إلى تقديم ضمانات أمنية كاملة لأوكرانيا، مما يثير التساؤل حول مدى استعداد أوروبا للذهاب إلى أبعد مدى. وتمتلك بريطانيا وفرنسا أسلحة نووية، ولكن نظرا لترسانة روسيا النووية الكبرى، فمن غير المرجح أن تتعهدا بتقديمها للدفاع عن أوكرانيا.
وقد تكبدت روسيا خسائر فادحة في أوكرانيا وناضلت من أجل كسب الأراضي بعد عام 2022 وربما لا ترغب في الانجرار إلى صراع علني آخر. ولكن مع التزام الولايات المتحدة بعدم التدخل، فقد يعتبر الكرملين القوات الغربية في أوكرانيا هدفا أسهل من تلك التي تغطيها مظلة حلف الناتو في بقية أوروبا.