يعيش نحو 350 ألف فلسطيني في مدينة القدس المحتلة واقعًا صعبًا في مجالي التعليم والصحة، حيث تفاقمت هذه التحديات بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفق دراسة نشرها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) في أكتوبر 2023، يواجه سكان القدس الشرقية الفلسطينيون صعوبات كبيرة نتيجة السياسات الإسرائيلية الرامية للسيطرة على المدينة المقدسة، وهو ما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.

في مجال التعليم، تعاني المدارس الفلسطينية من نقص مزمن في التمويل، مما يؤدي إلى خطر تهديد الهوية الفلسطينية. السياسات التعليمية الإسرائيلية تهدف إلى دمج المدارس في إطار الدولة المحتلة، من خلال تعزيز المناهج الإسرائيلية وزيادة معدلات التسرب المدرسي بين الطلاب الفلسطينيين. تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى فرض مناهجها، مما يتسبب في طمس الهوية الثقافية ويشكل عائقًا أمام التحصيل الأكاديمي للطلبة، مع التركيز على تعزيز اللغة العبرية وإقصاء المواد التي تتعلق بالإرث الفلسطيني.

علاوة على ذلك، تعاني المدارس من نقص حاد في الغرف الصفية والمرافق التعليمية والمعلمين، مما ينعكس سلبًا على جودة التعليم وعلى معدلات التسرب. كما تتناول الدراسة “الفجوة الرقمية”، حيث يفتقر العديد من الطلاب إلى الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة للتعلم عن بعد، مما يزيد الفجوات التعليمية، خاصة في ظل التوجيه المتزايد نحو التعلم الرقمي.

على الجانب الصحي، تواجه المستشفيات والمرافق الصحية الفلسطينية في القدس تحديات متزايدة في تقديم الخدمات الصحية النوعية، سواء للسكان المقدسيين أو للفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية وقطاع غزة. هناك ضغط شديد على هذه المرافق نتيجة نقص التمويل وأعمال العنف، بالإضافة إلى الصعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية. تعاني المستشفيات من بنية تحتية متدهورة ونقص في الموارد الطبية والمعدات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية.

تتأزم الأزمة الصحية في المدينة أيضًا بسبب نقص الكوادر الطبية، حيث هاجر العديد من الأطباء المتخصصين، مما يزيد من تفاقم الأوضاع. حرب غزة والاعتداءات اليومية تؤدي إلى ضغط متزايد على المستشفيات، مما يجعل من الصعب عليها تلبية الاحتياجات الطبية الملحة.

فيما يتعلق بالصحة النفسية، يشير التقرير إلى أن سكان القدس يعيشون تحت ضغوط كبيرة نتيجة الصراع المستمر، مما يتطلب دعمًا إضافيًا في مجال الصحة النفسية. الأطفال والمراهقون هم الأكثر تأثرًا، حيث يتعرضون للعنف والصدمات النفسية، مما يستدعي توفير موارد متخصصة ودعم فعّال لمعالجة الأزمات النفسية التي يواجهونها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version