تتسم الانتخابات الأمريكية الحالية بأجواء من القلق والتوتر، حيث يتكرر الرئيس السابق دونالد ترامب التأكيد على أهمية نزاهة الانتخابات وشفافيتها، مما يزيد الضغط على المسؤولين المنشغلين بعملية عد وفرز الأصوات. تأتي هذه الانتخابات بعد تجربة الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2020، حيث كان ترامب قد رفض الاعتراف بالنتائج، وهو ما ساهم في ترسيخ الاعتقاد لدى 60% من الجمهوريين بأن تلك الانتخابات قد سُرقت منه. هذا السياق يخلق شعورًا بالخوف من حدوث فوضى أو أزمة قانونية قد تنجم عن اعتراض أي مرشح على نتائج الانتخابات والجدل المثار حول طرق احتساب الأصوات.

في الولايات المتحدة، تُعلن نتائج الانتخابات بطريقة غير تقليدية، حيث تعتمد كل ولاية على أسلوبها الخاص في إعلان النتائج. الفائز هو الذي يحصل على 270 صوتًا أو أكثر من أصوات المجمع الانتخابي. العملية تتضمن مجموعة من الخطوات تشمل تولي الكونغرس اعتماد النتائج وتنصيب الرئيس الجديد. تميّز النظام الفدرالي الأمريكي عملية الانتخابات بعدم المركزية، حيث تُعتبر الانتخابات في واقع الأمر مجموعة من الانتخابات المنفصلة لكل ولاية، تحمل كل منها قواعدها وجهودها الخاصة.

تتجه الأنظار نحو الولايات المتأرجحة، حيث يتوقع أن تكون الولايات مثل جورجيا وكارولينا الشمالية ون Nevada هي الأسرع في إعلان النتائج، بينما تُعتبر ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن أكثر بطئًا في هذه العملية. وتجري انتخابات هذا العام في ظل ظروف غير مسبوقة، تسمح فيها 22 ولاية بالبريد بالتصويت المستمر بعد يوم الانتخابات، مما يزيد من تعقيد عملية العد والإعلان عن النتائج.

مع توقعات بارتفاع أعداد المصوتين عبر البريد، يبقى السؤال حول كيفية تأثير ذلك على المرشحين. يعد التصويت المبكر والبريدي مؤثراً على النتائج، فبينما قد يظهر ترامب متقدماً في الساعات الأولى من إعلان النتائج، فقد يتغير الموقف مع تصاعد عمليات الفرز للأصوات المرسلة بالبريد. تشير التقديرات إلى أنه إذا كان بايدن قد فاز في بعض الولايات في الانتخابات الماضية، فإن الأوراق المرسلة بالبريد قد تؤثر بشكل كبير على نتائجه هذه المرة.

تعد الولايات مسؤولة عن وضع قواعدها الخاصة بوقت الإعلان عن النتائج. بعد انتخابات 2020، قامت العديد من الولايات بتحديث قوانينها لمواكبة زيادة أعداد المصوتين عبر البريد. كان من المفترض أن يتم البدء في فرز الأوراق البريدية مبكراً، لكن بعض مجالس الولايات رفضت هذه التغييرات لأسباب سياسية. ولأن هناك اتساعًا في الفروقات الزمنية في عملية الفرز، يمكن أن تؤدي هذه السياسات إلى تأخيرات كثيرة في استخراج النتائج النهائية.

على العموم، تتجه الأنظار نحو كيف سيتعامل الناخبون والمحافظون المسؤولون عن العملية الانتخابية مع هذا التعقيد. في ظل عدم القدرة على تحديد النتائج في ليلة الانتخابات، ينشأ قلق كبير بشأن كيفية إدارة الإعلان عن النتائج، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور إذا اعترض المرشحون على النتائج ووصفوها بعدم النزاهة، وهو ما يدعو المستويات الحكومية إلى اليقظة والتأهب لتفادي أي فوضى قانونية قد تحدث خلال الأيام التي تلي الانتخابات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version