تشهد ولاية الجزيرة في وسط السودان تصاعداً في أعمال العنف والممارسات القاسية لقوات الدعم السريع، حيث تجتاح هذه القوات القرى وتسبب الفوضى والرعب بين السكان. وفقًا لمصادر محلية، تم توثيق تجاوز عدد من القرى المستهدفة أكثر من 100 قرية، مما أسفر عن قتل مدنيين، من بينهم نشطاء في العمل الإنساني، وعمليات نهب واسعة لممتلكات المواطنين. هذه الهجمات العنيفة قد تسببت في مقتل عدد من سكان منطقة السريحة، بما في ذلك طفل رضيع جرى انتزاعه من أحضان والدته، مما يعكس مستوى الانتهاكات الإنسانية التي تنفذها تلك القوات.

مخاوف كبيرة تسود بين السكان المحليين من مصير الأسرى الذين اقتادتهم قوات الدعم السريع، فقد تم احتجاز حوالي 150 شخصًا من أبناء المنطقة، مما يزيد من حدة التوتر والرعب بين الأهالي. وتم الإشارة إلى أن منبر البطانة الحر قد أكد على استمرار هجمات الدعم السريع، حيث سقط أكثر من 20 مواطنًا بين مصاب وقتي، مما أجبر العديد من العائلات على الهروب إلى القرى الأقل خطرًا بحثًا عن الأمان.

العمليات العسكرية لا تقتصر على الأرض فقط، إذ كشفت مصادر عن استهداف الطيران الحربي للجيش السوداني لمواقع الدعم السريع، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوفها. على الرغم من هذه الهجمات، فإن قوات الدعم السريع مستمرة في حشد قواتها استعدادًا لمزيد من الهجمات، مما جعل المواطنين يضطرون للسير لمسافات طويلة هربًا من الانتهاكات. وأعرب شاهد عيان عن أن الاستهداف في مدينة تمبول كان يستهدف المواطنين على أساس الهوية، مما يشير إلى وجود نوع من الانتقام على أساس الهوية القبلية.

في ظل هذه الظروف المتوترة، أعلن والي ولاية الجزيرة التعبئة العامة لكل القادرين على حمل السلاح، مشددًا على ضرورة الدفاع عن الأرض والعرض. وصف الوالي الوضع بأنه يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، محذرًا من أن العاصمة مدني معرّضة للخطر. ويدعو الوالي لتسليح المواطنين لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم ضد ما يعانيه المواطنون من اعتداءات القوات المسلحة.

الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة، حيث فرضت قوات الدعم السريع حصارًا على المدنيين النازحين في عدة قرى، مما زاد من معاناتهم. وقد باءت محاولات المناقشة لإخراج النساء من هذه المناطق بالفشل، مما يسلط الضوء على حاجة ملحّة للتدخلات الإنسانية. وقد أطلق مؤتمر الجزيرة مناشدات لتقديم المساعدات الغذائية والطبية للنازحين الذين يتعرضون لمخاطر حقيقية في حياتهم.

مع تزايد تدفق النازحين إلى ولايتي القضارف وكسلا، أعلن وزير الصحة والتنمية الاجتماعية عن استقبال أكثر من 10 آلاف نازح، حيث تم إنشاء عيادات جوالة وتوفير الأدوية لتلبية احتياجات النازحين الصحيّة. السيطرة على مدينة تمبول من قبل قوات الدعم السريع في 22 أكتوبر جاءت بعد اشتباكات عسكرية مع الجيش السوداني، حيث يتجلى الواقع المرير للمدنيين في النزاعات المستمرة والمعاناة التي يعيشها الآلاف في ظل هذه الظروف القاسية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version