تتواصل المعاناة الإنسانية في مخيم جباليا بشمال غزة، حيث يواجه السكان حصاراً خانقاً يترافق مع قصف عشوائي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. يعبر الناشط ماجد عمر عن تفاقم الأوضاع، مشيراً إلى نفاد المواد الغذائية والمياه، إذ يعاني السكان من الجوع والعطش في ظل ظروف قاسية. يضاف إلى ذلك غياب إمكانية البحث عن الطعام بسبب القصف الجوي الذي يحول الشوارع إلى أماكن غير آمنة، مما يجعل السكان يعيشون على حافة المجاعة.

الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة، حيث يقدر عدد الفلسطينيين في جباليا بنحو 200 ألف شخص يفتقرون إلى الطعام والمياه والأدوية. المناشدات تتوالى من قِبل الدفاع المدني الفلسطيني ومنظمات الإغاثة الدولية، التي تحذر من نفاد الإمدادات الغذائية خلال فترة قصيرة. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أشار إلى أن الجميع في غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء، مما يجعل الوضع غير إنساني. يُعتبر هذا الوضع نتيجة مباشرة لمنع إدخال المساعدات وتعرض قوافل الإغاثة للاعتداء من قبل الاحتلال.

مع تزايد تلك الأوضاع الكارثية، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من وفاة مئات الآلاف جوعاً وعطشاً، ما يعكس نية واضحة لاستخدام التجويع كسلاح يمارس ضد المدنيين. يتعرض الفلسطينيون للهجوم أثناء محاولتهم البحث عن الطعام في المناطق التي تعتبر نقاط إغاثة، بما في ذلك مراكز الأمم المتحدة التي تستهدفها الطائرات الإسرائيلية. هذه الاستراتيجية ليست وليدة اللحظة، بل تأتي في سياق أوسع من سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد المواطنين في غزة.

الباحث عبد الله عقرباوي يبرز الأبعاد الإستراتيجية لاستخدام سلاح الجوع من قبل الاحتلال، حيث يعتبر أن هذه الإجراءات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. هذه السياسة تُظهر فشل الاحتلال في تهجير الفلسطينيين بالقوة العسكرية، مما يجعله يلجأ للتجويع والقتل كوسيلة لإجبار السكان على مغادرة منازلهم. وهو ما يعكس الصمود الذي يبديه الفلسطينيون، الذين يرفضون التخلي عن أراضيهم رغم الظروف الصعبة.

كما يشير العقرباوي إلى الحاجة الملحة لزيادة الضغط العربي والإسلامي على الاحتلال، من خلال استراتيجيات جديدة لتحسين الوضع على الأرض ودعم الفلسطينيين في صمودهم. في هذه اللحظة الحرجة، يعتبر الحراك الشعبي والدعم الدولي أمراً ضرورياً لوقف الممارسات الإسرائيلية والضغط من أجل إدخال المساعدات وتخفيف المعاناة.

تجسد هذه الأوضاع الكارثية المشهد العام في قطاع غزة، حيث أدت الغارات والحصار إلى موت العديد من المواطنين، وأجبرت الكثيرين إلى العيش بلا مأوى أو غذاء. القصف المستمر ونقص الإمدادات الأساسية يؤديان إلى تفشي الفقر والمرض، مما يعكس الفشل في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتزايدة. إن تجاوز هذه المحنة يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لتغيير الواقع الراهن وحماية حقوق المدنيين في غزة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version