تعكس كلمات الصحفي أحمد الزيتونة واقع المعاناة الشديد الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة، حيث يشير إلى أن صمودهم ليس نتيجة قوتهم، بل هو منحة إلهية. ويصف الحالة المأساوية التي يعاني منها أهالي الشمال، حيث أُغلقت عليهم أبواب الحياة بسبب الحصار، لدرجة أنهم يواجهون كربًا وجوعًا شديدين. يتساءل الزيتونة عن مفهوم الصمود في ظل تلك الأوضاع، مشددًا على أن البلاء الذي يتعرض له الناس هنا تجاوز كل حدود التصور، مستنكرًا حديث البعض عن الصمود في ظل فقر مدقع ودمار نفسي غير مسبوق.

من جهة أخرى، يعبر الصحفي محمود العامودي عن تجربته الشخصية من خلال معاناته مع الجوع الذي لم يكن يتصور أنه سيعيشه، حيث يصف تناول “كسرة الخبز اليابسة” مع أطفاله. وبالرغم من هذه المعاناة، يصر على أن يتمسك بالأمل والثقة بالله، مُوجهًا رسالة إلى أبناء شعبه بعدم اليأس والإيمان بأن الله معهم. هذا الإيمان يعطي لحياتهم معنى حتى في ظل أصعب الظروف، وهو ما يعكس resiliency الشعب الفلسطيني في مواجهة المحن.

في ذات السياق، يتناول الداعية جهاد حلس مآسي الناس في غزة، مشيرًا إلى صمودهم وقدرتهم على التحمل بالرغم من القسوة العنيفة التي يواجهونها. يؤكد على أن أهالي غزة لا يزالون يقاومون ويُظهرون قوة روحية عظيمة بالرغم من كل تحديات الموت والدمار. يعبر عن استهجانه من تهاون الآخرين تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، مُشددًا على أن الله هو الذي يرى كل ما يحدث.

الناشط محمد النجار يعبر عن فخره بوالديه وأهله في جباليا، الذين يرفضون مغادرة وطنهم رغم الأوضاع الكارثية. يناشدهم بالبقاء، مؤكداً أن العدو يسعى لتدمير القرى، ولكنهم على استعداد لمواجهة المحن والموت حفاظاً على أرضهم. يبرز النجار أهمية صمود السكان في جباليا كرسالة تحدٍ للاحتلال، حيث يُعتبر هذا الصمود بمثابة حجر عثرة في مخططات الاحتلال الرامية لتفريغ المنطقة من سكانها.

تُظهر الرسائل المرسلة من المحاصرين نبرة ألم وشعور بالخيانة، حيث يسلط الصحفي كرم حسّان الضوء على مشاعر الجوع والبرد التي يعيشها الأهالي، ويستحضر شعور الخذلان أمام العالم الذي يتجاهل تلك المعاناة. ويؤكد صحفيون آخرون أن المظهر الخارجي قد يخدع، لكن ما يعيشونه من معاناة يؤكد على أن أرواحهم تعرضت للخسارة بسبب الأزمات المستمرة، ويناشدون الآخرين بمشاركتهم الحزن والدموع.

في النهاية، تختتم تلك المعاني بمشهدٍ مروعٍ يتعثر في سياق الاحتلال المستمر، حيث تخلف الحملة العسكرية المتواصلة عددًا هائلًا من الشهداء والجرحى، بينما تستمر المجازر رغم القرارات الدولية. يتحول الوضع الإنساني إلى كارثة متفاقمة، حيث تعكس الشهادات حقيقة مُرّة عن الخوف الذي يحيط بالجميع، متسائلين عن مصيرهم في عالم يبدو وكأنه يغض الطرف عن مآسيهم. هذه الرسائل تمثل نداءً للمجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ قطاع غزة من الهاوية التي ينجرف نحوها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version