أعلن وزير الصحة السوداني، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، عن ارتفاع ملحوظ في حصيلة الإصابات وحالات الوفاة الناتجة عن الكوليرا في البلاد. حيث أفاد أن عدد الوفيات قد بلغ 555 شخصًا، فيما تجاوز عدد المصابين 18 ألفًا و900 في عشر ولايات سودانية. وقد أشار الوزير إلى الصعوبات المتزايدة التي تواجه جهود وزارة الصحة في تقديم الخدمات الطبية وإيصال الإمدادات للأماكن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن هذه الأوضاع تتطلب مواجهة متعددة الجبهات لتشغيل المستشفيات والتصدي للأوبئة.

تتسم الوضع الصحي في السودان بعد أكثر من 17 شهرًا من اندلاع الحرب بتزايد التحديات، ولكنه يشير أيضًا إلى مرونة النظام الصحي وقدرته على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية. حيث يتواجد أكثر من 60% من الخدمات الصحية في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة، رغم الفرار الجماعي للسكان من مناطق النزاع. كما تُعد الحرب أحد العوامل التي تعرقل جهود مكافحة الأمراض، خاصة الأوبئة التي تظهر في فصل الخريف، مثل الكوليرا والملاريا.

تعاني البلاد من وفيات يومية كبيرة بسبب مرضي الكوليرا والملاريا، حيث شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا حادًا في عدد الإصابات. وقد أكد الوزير على أهمية استمرارية التدخلات الصحية المتمثلة في إيصال المستلزمات الطبية والأساسية، مستعرضًا دور المنظمات الدولية وتأثيرها في دعم جهود الحكومة في مكافحة الأوبئة، خاصةً في الولايات الأكثر تضررًا. كما أشار إلى أن التطعيمات بدأت تصل إلى المناطق المتضررة، مما قد يُحدث فارقًا كبيرًا في مجابهة انتشار المرض.

أحد أكبر التحديات التي تواجه وزارة الصحة هو الحفاظ على أمان وسلامة الفرق الطبية أثناء تقديم الخدمات والإمدادات في المناطق المتأثرة. ويعد إغلاق الطرق الرئيسية التي تربط الولايات أمرًا خطيرًا، حيث يمنع وصول الغذاء والدواء إلى المرضى. كما تتأثر جهود مكافحة الأوبئة بشكل كبير بسبب نقص التمويل المخصص للتدخلات الصحية، مما يجعل الحاجة إلى الدعم الدولي ملحة أكثر من أي وقت مضى.

فيما يتعلق بالقدرة على الإيفاء بمتطلبات الكوادر الطبية، أكد الوزير عدم القدرة على دفع الرواتب والمستحقات للكوادر الصحية التي تعمل في ظروف بالغة الصعوبة. ومع ذلك، أشاد بمساهماتهم الكبيرة ومجهوداتهم المستمرة لضمان نظام صحي فعّال. كما تم التأكيد على تدهور الوضع الدوائي في البلاد، مع جهود واضحة من الحكومة لتحسين هذه الخدمات من خلال تخصيص موارد من المالية العامة.

أثر الصراع الدائر بشكل كبير على القطاع الصحي، وقدرت الخسائر التي لحقت به بحوالي 11 مليار دولار، بسبب تخريب المستشفيات وفقدان المعدات الطبية. وبالرغم من أن هناك حوالي 700 مستشفى في السودان، إلا أن ثلثها توقفت عن تقديم الخدمات نتيجة للأعمال القتالية. ورغم التعاون القائم مع المنظمات الدولية، فإن الموارد المتاحة لا تزال أقل بكثير من احتياجات البلاد الحقيقية، مما يتطلب استجابة مناسبة وسريعة من المجتمع الدولي لضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة للسودانيين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version