حذر وزير الحقوق الاجتماعية في إسبانيا، بابلو بوستندوي، الشركات الوطنية في إسرائيل من المشاركة في الإبادة الجماعية في فلسطين، وهذا الإنذار أدى إلى توتر مع السفارة الإسرائيلية. في رسالة وجهها للشركات، طالب الوزير اليساري الجماعات في إسرائيل بتوضيح التدابير الوقائية التي تتبعها لتجنب انتهاكات حقوق الإنسان. وأعرب عن قلقه من أن النشاطات الشركاتية قد تساهم في الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، مما يمكن أن يؤدي إلى إبادة الشعب الفلسطيني.
تفاعلت السفارة الإسرائيلية في إسبانيا بشكل قوي مع هذه التصريحات، مؤكدة رفضها القاطع للاتهامات الزائفة والمضللة التي تطالب بإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة. تدين السفارة هذه الحملة السوداء على إسرائيل والتشكيك في شرعيتها، معتبرة ذلك تحريضاً على الكراهية ومعاداة السامية، وداعية إلى عدم الاستجابة لمثل هذه الإدعاءات. على الرغم من ذلك، فقد أدانت وزارة الخارجية الإسبانية رسالة الوزير بوستيندوي، مؤكدة أنها لم تكن على علم بها وأنها لا تعبر عن موقف الحكومة الرسمي.
لا تزال كلمة “الإبادة” تستخدم بشكل متكرر من قبل وزراء يساريين في الحكومة الإسبانية خلال الأشهر الأخيرة. إلا أن هذا الحادث هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدامها رسمياً، مما يشير إلى تصاعد الخلافات بين إسبانيا وإسرائيل. يأتي هذا الإجراء في ظل جهود حكومة سانشيز لجمع الدعم الأوروبي لاعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وهو موقف يثير جدلاً في المشهد الدولي.
إن هذا الصراع بين إسبانيا وإسرائيل يظهر تفاقم التوترات بين الدول الأوروبية وإسرائيل، وتصاعد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية بسبب سياستها تجاه الصراع الفلسطيني. تسعى إسبانيا، كواحدة من أكثر الدول الأوروبية انتقاداً لإسرائيل، إلى تعزيز موقفها وجمع الدعم لقضية الفلسطينيين. وعلى الرغم من أن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا تزال غير محددة، إلا أن الضغوط الدولية تعزز الحوار حول حقوق الإنسان في فلسطين وتعزيز الاستقلال الوطني للفلسطينيين.
بصفتها دولة تعتبر من أكثر الأطراف الناشطة في المشهد الدولي، فإن موقف إسبانيا يلعب دوراً مهماً في تشكيل الرأي العام الدولي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. تعكس تصريحات وإجراءات الحكومة الإسبانية تحركات أكبر في الاتحاد الأوروبي لتوحيد موقفه تجاه قضية فلسطين. ومع استمرار الضغوط الدولية، يمكن أن يؤدي هذا التحالف إلى تغييرات في السياسة الإسرائيلية وإلى تسهيل إجراءات عملية لحل الصراع بين الطرفين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.