أكدت واشنطن شعورها بالارتياح عقب مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، حيث تناقلت الأنباء بشكل كبير وسط ترحيب رسمي وشعبي. واشنطن اعتبرت أن رحيل السنوار يمثل تحقيقًا للعدالة، وتمت المقارنة بين مقتله ومقتل أسامة بن لادن بالنسبة للولايات المتحدة. بعض الصحفيين والخبراء اعتبروا هذا الحدث نقطة تحول محورية في صراع الشرق الأوسط، في حين رأى آخرون أن مقتله لن يغير مسار حركة حماس.

وفي يوليو الماضي، وجهت الولايات المتحدة اتهامات جنائية ضد السنوار تتعلق بدوره في الهجمات على المواطنين الأميركيين. وعززت الشكوى الاتهامات لإيران وحزب الله بتقديم الدعم لحماس، وتوقع الخبراء أن مقتل السنوار لن يؤثر بشكل كبير على مسار الحركة. ماثيو ليفيت اعتبر أن استهداف قادة التنظيمات قد يؤدي إلى صعود فصائل جديدة، مشيرًا إلى تجربة الولايات المتحدة مع القاعدة.

بعض الأصوات المؤيدة لإسرائيل اعتبرت أن مقتل السنوار يجب أن يكون دافعًا لتقييم استراتيجي للصراع، حيث ينبغي الجمع بين الإجراءات الأمنية والدعوات للدبلوماسية لعدم تعافي حماس بعد ضربة مثل تلك. الجهود المستمرة يحتاجها التأكيد على أن الحلول العسكرية وحدها لا تكفي، بل من الضروري تعزيز مفاهيم السلام والدبلوماسية مع المسلحين.

من ناحية أخرى، أكدت بعض التقارير على أن مقتل السنوار يمثل فرصة للتفاوض، حيث إنه كان عائقًا رئيسيًا أمام التوصل لاتفاقات حول الإفراج عن الرهائن. مع ذلك، أعرب خبراء مثل آرون ديفيد ميلر عن عدم تفاؤلهم بشأن حدوث تغير كبير إثر هذا الحدث، مشيرين إلى أن تحقيق السلام يتطلب خطوات أكبر من الأطراف المعنية.

واشنطن نفت بشكل قاطع أي دور لها في عملية قتل السنوار، مؤكدة أن هذا حدث جاء عن طريق الصدفة. ولكن، هناك اعتراف من الولايات المتحدة بأن المعلومات الاستخباراتية ساعدت إسرائيل في الوصول إليه. في بيان له، أكد بايدن على أهمية التعاون الاستخباراتي، مشيرًا إلى الذكريات المماثلة لمقتل بن لادن.

وفي النهاية، يمثل حدث مقتل السنوار انعكاسًا لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وما قد يحدث في المستقبل. وعلى الرغم من التأكيدات الأمريكية بعدم لعبها دورًا مباشرًا في تلك العملية، إلا أن الآثار السياسية والاجتماعية المحتملة لا تزال محور اهتمام الجميع، خاصة مع استمرار الوضع المعقد في غزة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.