قالت صحيفة واشنطن تايمز إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع أمام الكونغرس أجندة “أميركا أولا” التي تتجاوز حدود الولايات المتحدة، وأكد أنه ينوي الاستيلاء على قناة بنما وغرينلاند، وسيقوم بغرس العلم الأميركي على المريخ وما بعد المريخ.
وقال ترامب في أول خطاب له في ولايته الثانية أمام المشرعين في مجلسي النواب والشيوخ، إنه يخطط لاستعادة الموانئ الحيوية التي تخدم قناة بنما التي تسيطر عليها شركة مرتبطة بالصين، “لم نعطها للصين. أعطيناها لبنما. وسنستعيدها”، وتعهد بأن تصبح غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة “بطريقة أو بأخرى”.
وعرض ترامب خططه التوسعية -حسب تقرير سوزان فيريشيو للصحيفة- باعتبارها جزءًا من “القوة التي لا يمكن إيقافها للروح الأميركية”، متعهدا بأن بلاده “ستقود البشرية إلى الفضاء وترفع العلم الأميركي على كوكب المريخ، وحتى أبعد من ذلك بكثير”.
وقال الرئيس وسط تصفيق حار من جانب الجمهوريين “لقد عادت أميركا”، ولكن المنتقدين رأوا في تصريحاته لغة تهديدية لبنما وغرينلاند، وإن لم يذكر كندا التي قال مرة إنها ستكون الولاية رقم 51 في البلاد.
وكانت مجموعة من المستثمرين بقيادة شركة بلاك روك قد أعلنت أنها سوف تستحوذ على ميناءين مهمين في طرفي القناة من شركة مقرها هونغ كونغ، في صفقة قيمتها 23 مليار دولار، تتضمن شراء أكثر من 40 ميناء في 23 دولة وإخراجها من السيطرة الصينية.
لا نريد أن نكون أميركيين
وكان نفوذ الصين المتزايد على القناة قد أثار مخاوف تتعلق بالأمن القومي، لأن نحو 70% من البضائع التي تمر عبر القناة تأتي من الموانئ الأميركية أو تتجه إليها، وقال رئيس اللجنة البحرية الفدرالية لويس إي سولا “إن نفوذ الصين في بنما أمر مثير للقلق تجب معالجته”.
وكانت الولايات المتحدة قد أكملت بناء قناة بنما عام 1914، ووقع الرئيس جيمي كارتر اتفاقية لتسليمها لبنما عام 1977، وهي خطوة انتقدها ترامب مرارا وتكرارا، خاصة أن الصين زادت من حضورها ونفوذها في بنما.
وبعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لبنما الشهر الماضي، أعلنت بنما أنها لن تجدد عضويتها في مبادرة الحزام والطريق الصينية، ولكن رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو نفى أن تكون الولايات المتحدة قد استحوذت على القناة، وقال “أرفض باسم بنما وجميع البنميين هذه الإهانة الجديدة للحقيقة ولكرامتنا كأمة”.
ومن جانبه، سخر رئيس وزراء غرينلاند موتي بوروب إيجيدي من طموحات ترامب، وقال “نحن لا نريد أن نكون أميركيين”، وذلك بعد أن أعلن ترامب أن الجزيرة الدانماركية المستقلة تعد مصدرا غنيا بالمعادن النادرة والنفط والغاز، وعبر عن أهميتها الإستراتيجية للأمن القومي الأميركي.
وخصص ترامب جزءًا من خطابه لإغراء سكان غرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة بدعم بالانضمام إلى النهضة الأميركية، وقال سوف نحافظ على سلامتكم. سنجعلكم أغنياء. سنعمل معًا على رفع غرينلاند إلى مستويات لم تتخيلوا أنها ممكنة من قبل”.
وأشار الباحث دوغ باندو في معهد كاتو الليبرالي، إلى أن خطط ترامب التوسعية تتعارض مع أجندة حملته الانتخابية التي ركزت على الاقتصاد والهجرة غير الشرعية وتقليص حجم الحكومة.
وقال باندو إن “استخدام القوة الأميركية الضاربة للحصول على المزيد من الأراضي قد يبدو مغريا، ولكن جعل أميركا عظيمة مرة أخرى يمكن تحقيقه بشكل أفضل من خلال تقليص حدود البلاد بدلا من توسيعها”.