روى الصحفي الاستقصائي الأمريكي بوب وودوارد تفاصيل لقائه الأول مع دونالد ترامب قبل أكثر من ربع قرن، والتي وقعت في فبراير 1989. في مقال له في صحيفة “واشنطن بوست”، أشار وودوارد إلى أن زميله كارل برنستين، الذي عمل معه في فضيحة ووترغيت، صادف ترامب في حفل عشاء بنيويورك. وبعد أن اتصل برنستين لوودوارد حثه على حضور الحفل لأنه كان يرغب في مناقشة ترامب، لم يتردد وودوارد في الانضمام. ورغم مرور 17 عامًا على تعاونهما السابق، إلا أن هذه اللقاءات تجددت مرة أخرى في سياق مختلف تمامًا.
أثناء العشاء، لاحظ ترامب وودوارد وزميله، وطرح عليهم فكرة إجراء مقابلة. رد برنستين بشكل إيجابي وسرعان ما تم تحديد موعد للمقابلة في مكتب ترامب. وصف وودوارد ترامب بأنه رجل أعمال مخادع يمتلك شخصية مصممة على التلاعب بالآخرين. ورغم التقنيين الذين لا يزال وودوارد وزميله يبحثان عن شريط المقابلة، فإن الحنين إلى هذه الذكريات كان حاضرا بقوة أثناء تجديد الحوار بعد أن أصبح ترامب رئيسًا.
تناولت المقابلة بين وودوارد وترامب شخصيته وطموحاته، حيث أظهر ترامب طموحاته في البناء وتوسيع استثماراته العقارية. وذكر ترامب أنه يسعى لبناء “أعظم فندق”، كما كان غامضًا في حديثه عن خططه المستقبلية، مشيرًا إلى تقلبات الحياة وتغيرات العالم. وودوارد وثّق هذا الجانب من شخصية ترامب الذي تعرف عليه كموسم من التحديات وطموحات قوية في عالم الأعمال.
كان ترامب يحاول أن يبدو كقائد قوي وصارم، حيث انتقد ممارسات وسائل الإعلام وتعارضها مع عالم الأعمال. وقام وودوارد بتوجيه أسئلة حول الاستراتيجيات التجارية، وبرزت فكرة أن ترامب كان يعتمد دائماً على حدسه في إبرام الصفقات. وعندما سُئل عن الضمير، أشار ترامب إلى أن الأمور قد تكون أكثر إثارة للاهتمام في عالم السياسة، لكنه ظل متحفظًا بشأن التوجه نحو هذا المجال.
عند العودة إلى تفاصيل شخصية ترامب، ربط وودوارد بين حياته الحالية وتجاربه في مجال الأعمال، حيث اعتبر ترامب نفسه “يُوجه اللكمات” في العالم، وهي استعارة تشير إلى التحديات المستمرة التي واجهها. كما أشار إلى أن ترامب كان مهووسًا بالعناوين السلبية، مما يشير إلى حساسيته تجاه النقد. وقد استخلص وودوارد أن ترامب كان دائمًا يميل إلى التكيف مع تقلبات الحياة الاقتصادية والسياسية.
في ختام تأملاته، اعتبر وودوارد أن شخصية ترامب تجمع بين الطموح والمرونة، مع الاعتراف بالتحديات والمعوقات التي يواجهها. وقد شكل هذا اللقاء نقطة انطلاق لفهم أعمق لكيفية ادارة ترامب للأزمات والتغيرات في سياق تجارته ثم في حياته السياسية. تشير ذكرياته إلى أن تاريخ ترامب الشخصي كان بمثابة درس في كيفية التعامل مع الضغوط والتكيف مع التغييرات المحيطة، مما يوفر نافذة على فهم زعيم أثار الكثير من الجدل.