في الدانمارك، يعبر العديد من المواطنين عن تأييدهم لمرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في الخامس من نوفمبر المقبل. عبر الكاتب إي جيه ديون جونيور في عموده في صحيفة واشنطن بوست عن هذا التأييد، مشيراً إلى أنه حضر مؤتمراً في جامعة جنوب الدانمارك وسأل الحضور، معظمهم من الطلاب، عن رغبتهم في نتيجة الانتخابات الأميركية. أظهر هذا السؤال عدم تأييد قوي لترامب، حيث أيد معظم المشاركين كامالا هاريس، مما يشير إلى القلق الأوروبي المتزايد بشأن المرشحين المحتملين.
على الرغم من عدم اعتبار ما قام به الكاتب استطلاعًا علميًا، إلا أن النتائج كانت واضحة حيث أبدى 85% من الدانماركيين رغبتهم في فوز هاريس، وفق دراسة أجراها معهد “ميغافون”. في ألمانيا أيضًا، أظهر استطلاع للرأي تأييداً كبيراً لهاريس حيث نالت 77% من الأصوات، بينما لم يحصل ترامب إلا على 10%. بينما كانت النتيجة أقل في المملكة المتحدة، يعزو الكاتب ذلك إلى الدعم الذي يحظى به ترامب من مؤيدي الأحزاب اليمنية هناك.
يشير الكاتب إلى أهمية التفكير في ما قد يعنيه انتخاب ترامب للولايات المتحدة والعالم. يعتبره مظهرًا من مظاهر الانغلاق والتمييز، حيث يفتقر ترامب إلى اللباقة والاحترام للديمقراطية والمبادئ. كما أثار انتباه الكاتب مدى الفزع الذي قد ينتاب الأوروبيين في حال انتخاب ترامب مرة أخرى، مشددًا على القلق العام حول تأثير ذلك على العلاقات الدولية وأمن الديمقراطيات.
يعتبر بعض الأكاديميين الأوروبيين أن صعود ترامب يمثل استمرارًا لإرث الشعبوية اليمينية في أوروبا، حيث يقول يورن بروندال، رئيس مركز الدراسات الأميركية، إن ترامب يمثل ظاهرة مستوردة من المشهد السياسي الأوروبي. يجمع الكتّاب على ضرورة أن تتوحد الأصوات الأوروبية في القلق من عواقب فترة رئاسية ثانية لترامب على تحالف الديمقراطيات، مما يعكس تدهورًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.
يؤكد المؤرخ الدانماركي بجير بولسن أن الأوروبيين لا يكنون عداءً لأميركا، بل يشعرون بالأسى من احتمالية فوز ترامب، حيث يرون أن ذلك قد يؤثّر سلبًا على الصورة الأميركية التاريخية التي يعتبرونها نموذجًا للنجاح الديمقراطي. وفي ختام المقال، يحذر ديون جونيور من تأثير انتخاب ترامب على العلاقات الدولية، مما قد يؤدي إلى شعور عام بالخذلان لدى شعوب العالم التي تنظر بإعجاب إلى المبادئ الأميركية.
تعمق المقال في عواطف الأوروبيين تجاه الانتخابات الأميركية، موضحاً كيف أن فوز ترامب مرة أخرى قد يُحدث فوضى في العلاقات الدولية ويشرع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الديمقراطية. كما يعكس المشاعر المشتركة بين العديد من الدول الأوروبية، حيث تتزايد المخاوف بشأن التأثيرات السلبية على النظام التعددي الذي يعمل على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة وحلفائها.