في عموده في صحيفة واشنطن بوست، أوضح الكاتب جورج ويل أن الخيارات المتاحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، والتي تتمثل في المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، هي من بين الأسوأ في تاريخ الانتخابات الأمريكية. وصف ويل ترامب بأنه مزيج من الأفكار العشوائية والانفعالات السريعة، في حين وجد أن هاريس تتسم بالغموض والتنوع في الآراء، مما يجعلها شخصية قابلة للتكيف وترك القناعات بسهولة. وأشار إلى أن الديمقراطيين يساهمون في هذا الإرباك من خلال تقديم مرشحة يمكن التحكم بها بمرونة تتناسب مع احتياجاتهم، مما يثير تساؤلات حول مقدار صلابة قناعاتها.
استمر ويل في انتقاد الحزب الديمقراطي، منوهاً بخداعه للجمهور بشأن الحالة النفسية للرئيس بايدن، وهو ما أُثير حوله كثير من الشكوك حتى تم الكشف عن الأمر في يونيو/حزيران الماضي. وقد شعر الكاتب بقلق من أن الحزب الديمقراطي قد يركز على الحفاظ على السلطة من خلال تقديم هاريس كشخصية سهلة التحكم، حيث أبقتها بعيدة عن المواجهات الصعبة ومنعها من المجادلة في المواضيع المهمة، مما جعل من علاقتها بالناخبين موضوعاً للإشراف المستمر.
كما اعتبر ويل أن قرار هاريس في اختيار شريكها، تيم والز، لا يعد إنجازاً بارزاً، واصفاً إياه بأنه “أحمق” وهو وصف لم يكن بعيداً عن الحقائق حول تعليقاته غير المدروسة بشأن قضايا حساسة. وشدد ويل على أن الانتخابات الرئاسية السابقة قد قدمت مرشحين غير موثوقين، ولكن المرشحين الحاليين يتسمون بسلبية أكبر، مبرزاً ضرورة توخي الحذر عند معاينة وعودهم الغريبة وصمتهم عن القضايا الهامة.
في مجال السياسة الخارجية، لفت ويل الانتباه إلى فشل كل من ترامب وهاريس في تقديم رؤية واضحة. حيث وعد ترامب بإنهاء النزاع في أوكرانيا خلال 24 ساعة دون تقديم تفاصيل، بينما لم تُظهر هاريس وضوحاً فيما يتعلق بالصراع في غزة، حيث نتج عن ذلك غموض حول موقفها من الأعداء والحلفاء في السياسة الدولية. هذا الخلاف في عدم المواجهة ساهم في عدم وضوح السياسات الخارجية لكليهما.
عند مناقشة الاقتصاد، أشار الكاتب إلى أن ترامب وهاريس لم يقدما حلاً فعلياً بشأن الدين الوطني المتزايد والذي بلغ 1.8 تريليون دولار في السنة المالية السابقة. وكلاهما يسعى لتخفيض السياسات التي أقرها ترامب، والتي قد تفيد فئات معينة من الأثرياء في الولايات ذات المعدلات الضريبية العالية. الإغفال عن تقديم حلول جدية لايزال يثير القلق الذي يحيط بقدرتهم على معالجة المسائل الاقتصادية الأساسية.
اختتم ويل مقاله بالتأكيد على أن الديمقراطية الأمريكية تواجه تحديات جسيمة، إذ يتفق كلا المرشحين على الحالة الفوضوية التي تعاني منها. ترامب يدعي أن الانتخابات مزورة، بينما ترى هاريس أن جميع الحماة المعنيين بالديمقراطية في وضع ضعيف. في ظل هذا المناخ، دعا الكاتب كلا الحزبين للشعور بالخجل مما آلت إليه الأمور، وطالبهم بضرورة التخطيط للانتخابات المقبلة في عام 2028 لتفادي تكرار هذه الخيارات السيئة ووضع البلاد على المسار الصحيح.