ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن النزاع الدائر بين إسرائيل والأمم المتحدة قد تصاعد مجددًا بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مواقع تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان. وأشار الكاتب إيشان ثارور إلى أن إسرائيل تخوض صراعات متعددة، تشمل حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، إضافة إلى مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، ومليشيات في سوريا والعراق، فضلاً عن إيران. وقد أضيفت الأمم المتحدة إلى هذا المشهد المتوتر، مما يعكس تزايد التوترات بين الدولة العبرية والمنظمة الدولية.

في الأيام الأخيرة، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على ثلاثة مواقع تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) مما أسفر عن إصابة اثنين من عناصر هذه القوات. وقد وُثِّق هذا الاعتداء بعد إطلاق دبابة إسرائيلية النار تجاه برج مراقبة في المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة. كما تم رصد تحركات عسكرية إسرائيلية حول قاعدة الأمم المتحدة، حيث اتهمت قوات اليونيفيل الجنود الإسرائيليين باستهداف مواقعها عمدًا.

هذا السجال مع الأمم المتحدة ليس بالأمر الجديد أو الفريد، حيث سبق أن دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل مؤخرًا إلى تفكيك المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. لكن الحكومة الإسرائيلية، المدعومة من اليمين المتطرف، ترفض هذه الدعوات. وتواجه قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في المحافل القانونية مثل محكمة العدل الدولية.

في سياق متصل، تعبر الخطابات الإسرائيلية عن استهجانها الشديد تجاه الأمم المتحدة، ووصفها في بعض الأحيان بأنها أداة عنصرية مضادة لإسرائيل. فعلى سبيل المثال، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الأمم المتحدة “تتسم بالتحيز ضد إسرائيل”، بينما صرح وزير خارجية إسرائيل بأن الأمين العام للأمم المتحدة “شخص غير مرغوب فيه”. هذا الشعور المتصاعد بالتوتر يشمل انتقاد إسرائيل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ودعواتها لوقف تمويلها، مما زاد من غضب الأمم المتحدة.

وعقب الهجمات الأخيرة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مخاوفه من تأثير وقف العمل الأونروا على الوضع الإنساني في غزة، محذرًا من أن هذا التحرك سيكون بمثابة “كارثة في كارثة”. وقد دعت الولايات المتحدة ممثلة بسفيرة الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى ضرورة التقاط الأدلة الإسرائيلية الموجهة ضد الأونروا، مشددة على أهمية هذه الوكالة في تقديم المساعدات الإنسانية.

ختامًا، يرى بعض النقاد، مثل شلومو بن عامي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تركز على الصراع دون رؤية لمستقبل سياسي مقبول، مما يعكس موقفًا عدائيًا متزايدًا تجاه جيرانها وأوضاعهم. وبالتالي، يجسد الوضع القائم أزمة إنسانية وسياسية تتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلاً.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.