هذا التقرير يسلط الضوء على الأزمة الحادة التي تعاني منها مستشفيات قطاع غزة، ويستند إلى رسائل صوتية ونصوص ومقاطع فيديو وصور مرسلة من الجراح بكر أبو صفية، الذي يعمل في مستشفى العودة في جباليا. تمتد أحداث التقرير على مدى ستة أيام، بدأت منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المستمر على شمال غزة. يشير أبو صفية، الذي يعتبر بمثابة شاهد عيان على الواقع المأسوي، إلى حملة القصف الإسرائيلية التي أدت إلى أعداد هائلة من الجرحى، مما جعل المستشفى في حالة فوضى، مع عدم توفر أسرة وأدوية، حيث يعاني العاملون الطبيون من إرهاق متزايد.

في اليوم الأول، يتحدث أبو صفية عن مدى الزحام في قسم الجراحة، حيث تم استقبال عدد كبير من المصابين بجروح خطيرة. على الرغم من أوامر إخلاء المستشفى، اختار أبو صفية البقاء في المنطقة من أجل تقديم المساعدة، بسبب انقطاع المساعدات الإنسانية. يعكس ما حدث في جباليا وبيت لاهيا من مجازر، الحقيقة المروعة التي تعيشها المناطق الأكثر تضرراً، حيث أكد على صعوبة أداء العمليات الجراحية نتيجة النقص الحاد في المواد الأساسية.

بحلول 14 و15 أكتوبر، يستمر تدفق العمليات الجراحية، بينما يواجه أبو صفية وزملاؤه تحديات جديدة. الرسائل التي أرسلها تعكس تسارع العمليات بسبب حالات الطوارئ المتزايدة، مع تدهور الوضع الطبي. يكشف قصته الشخصية عن مدى الألم والمعاناة التي يعيشها الأطباء، بينما يزداد الضغط عليهم مع ازدياد الإصابات، حيث لا يتوفر لدى الطاقم الطبي وقت للراحة، ويزداد الإرهاق نتيجة الضغوط المتواصلة.

في 16 أكتوبر، يشير أبو صفية إلى أن النقص في المستلزمات الطبية يزداد سوءاً، مع عدم تمكّنهم من الحصول على شاش ومناشف، كما أن الأدوية قد نفدت. وتظهر رسالته عدم تمكنهم من الحصول على المساعدات الإنسانية رغم تدخل المجتمع الدولي، وهو ما يعكس حدة الأزمة والتحديات التي تواجه الطواقم الطبية. يسلط الضوء على واقع صعب يعيشه، حيث يضطر للعمل بينما تتوزع عائلته في خيم بعيدة عنه.

وبحلول 17 أكتوبر، يستمر العمل في المستشفى تحت وطأة القصف، مما يزيد من الخوف بين الطواقم الطبية. تتوالى العمليات الجراحية، حيث أشار أبو صفية إلى أنه أجرى 14 عملية جراحية كبرى في يوم واحد، ويظهر ذلك حجم الإلحاح والحاجة المستمرة للعون الطبي. وفيما تتعرض المنشآت الصحية للقصف، يبقى الأطباء عالقين في أجواء من الرعب، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الصحية في المنطقة.

يختتم التقرير بالإشارة إلى الأحداث الحادة التي وقعت في المستشفى يوم السبت، والتي تسببت في دمارٍ هائل، مما زاد من تعقيد الوضع. بينما يبقى التواصل شبه مستحيل، يؤكد أبو صفية أنه لا يزال يحاول القيام بعمله، رغم الظروف القاسية التي يعيشها. يظهر هذا المشهد المؤلم الإصرار والشجاعة التي يتمتع بها الأطباء في مواجهة تحديات لا يمكن تصورها، مما يعكس المأساة المتزايدة في غزة ويحث المجتمع الدولي على إنهاء هذا الصراع الإنساني.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version