في مقاله الذي نُشر في موقع “ميدل إيست آي”، شن الكاتب البريطاني ديفيد هيرست هجومًا على ما يسميه “خطة الجنرالات” الإسرائيليين بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة وجنوب لبنان ضد حماس وحزب الله. هذه الخطة، التي صاغها الجنرال السابق غيورا آيلاند، تشير إلى فشل تكتيكات الجيش الإسرائيلي، حيث يعاود مقاتلو حماس الظهور في المناطق التي يتم “تطهيرها”. يقدم آيلاند حلاً يتمثل في إجبار 400,000 شخص من سكان شمال غزة على مغادرة منطقتهم، موضحًا أنه يجب عليهم الاختيار بين الموت جوعًا أو الموت في القتال. هذه الخطط لقيت دعمًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث أكد نتنياهو أنه يدرسها.

هيرست يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم فعليًا بتنفيذ بعض جوانب خطة آيلاند، ومنها بناء ممر نتساريم، الذي يحدد منطقة فصل في القطاع. ويشدد على أن الأوامر التي أصدرها الجيش تعكس المرحلة الأولى من تنفيذ هذه الخطة، مما يثير القلق حول مصير المدنيين. يوضح أيضًا أن إسرائيل تستخدم أساليب قمع متطرّفة ولكنها لا تتلقى إدانة كبيرة من المجتمع الدولي، مما يعكس تفاوتًا في الاهتمام بالمعاناة الإنسانية.

ويمضي هيرست لتسليط الضوء على التحريض على الإبادة الذي يصدر عن بعض الشخصيات الإسرائيلية، بما في ذلك المؤرخين العسكريين والأكاديميين، الذين يعبرون عن تأييدهم لاستخدام القوة الشديدة ضد الفلسطينيين. ويستشهد بحالات من التصريحات التي تدعو إلى القصف بمزيد من الجنون، مشيرًا إلى التحول في آراء بعض المؤرخين الذين كانوا معروفين بنقدهم لسياسات الاحتلال سابقًا.

في سياق الحرب، ينقل هيرست روايات من الداخل الفلسطيني، حيث يفضل سكان مناطق مثل جباليا الموت في الشوارع على النزوح نحو الجنوب، مشيرين إلى أن الموت في غزة أفضل من الموت في الجنوب، حيث الحياة هناك باتت لا تطاق. هذه المشاعر تتعلق بالشعور بفقدان الهوية والمصير المشترك للفلسطينيين تحت الاحتلال.

كما يُلام هيرست وسائل الإعلام الغربية على دورها في تعزيز هذه الإبادة الصامتة، حيث يصف تصرفات وسائل الإعلام، مثل قناة سكاي نيوز وبي بي سي، بأنها إما صامتة أو متواطئة مع الرواية الإسرائيلية، مُشيرًا إلى ضرورة التركيز على الواقع أثناء تسليط الضوء على هذا النزاع. يعبر هيرست عن استيائه من عدم اعتراف الإعلام بالنظام العالمي الذي يُعاقب الفلسطينيين على مطالباتهم بالحرية.

في نهاية مقاله، ينبه هيرست إلى أن الحرب تُشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة، تاركًا تساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت هذه النزاعات ستستمر أم ستحل بطريقة ما. ويشكل قلقه بشأن مستقبل المنطقة وهويتها هوية السنة والشيعة بمثابة دعوة للتفكير في عواقب الأعمال العدائية. ويخلص إلى أن إسرائيل بحاجة إلى إعادة النظر في سياساتها قبل أن تواجه عواقب جسيمة قد تؤدي إلى زوالها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.