جاءت التعليقات الأميركية بشأن اغتيال يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، متمحورة حول تأثير هذا الحدث على الوضع في قطاع غزة وعلى الساحة الإقليمية. حيث تم التأكيد على دور السنوار في التخطيط لعملية “طوفان الأقصى”، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، من بينهم 47 أميركياً. كما أُشير إلى نجاحه في عرقلة جهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، مما أثر على مكانة إسرائيل الدولية، خصوصاً مع اقتراب تصاعد النزاع الإقليمي في الشرق الأوسط والذي قد يشمل إيران وحلفاءها، وكذلك الولايات المتحدة.

التساؤلات حول تأثير اغتيال السنوار على الوضع في غزة والطريق نحو السلام لا تزال قائمة. فبينما قد يفتح موته أفقاً لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين ووقف القتال، هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد إضافي في الحرب، خاصة مع دخول حزب الله وإيران على الخط. وفقاً للتقييمات الأميركية، كان السنوار قد اتخذ موقفاً متشدداً في الفترة الأخيرة، مما جعل من المفاوضات صعبة وغير مجدية، إذ بات يعتقد بأن حماس لم تعد ترغب في التوصل إلى أي اتفاق لوقف النار أو تبادل للرهائن.

وفي الوقت الذي تلقى فيه بايدن خبر اغتيال السنوار خلال رحلة على متن الطائرة الرئاسية، ساد تفاؤل بأن هذا قد يؤدي إلى تحريك الأمور نحو وقف أكبر للصراع. إذ أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي عن أن إقصاء السنوار من المشهد يمكن أن يكون مفتاحاً لاستئناف المفاوضات ليعود الرهائن إلى أوطانهم. وبالإضافة لذلك، انطلقت جهود موحدة من واشنطن لإيجاد مخرج من النزاع، حيث أجرى وزير الخارجية الأميركي اتصالات مع عدد من القادة الإقليميين للبحث عن سبل لإنهاء الصراع.

ورغم التصريحات المتفائلة، لا يزال الغموض يسيطر على الموقف الإقليمي العام، مع توقع حدوث تصعيد إضافي قد يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب لتشمل هجمات إسرائيلية على أهداف في إيران، مما قد يتسبب في ردود فعل من طهران، ومن المحتمل أن تؤدي هذه الديناميكيات إلى حالة من عدم الاستقرار الإضافي في المنطقة. وفي ظل هذه الأجواء، يعتقد المراقبون بأن إيران ستسعى للرد على هذا التهديد وتعزيز موقفها أمام شركائها الإقليميين.

في ظل هذه التحركات، بدأت التحليل الانتخابي يدخل على خط الأحداث، حيث اعتبرت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، أن هذه اللحظة تمثل فرصة لإنهاء النزاع بشكل نهائي. وبرزت إمكانية أن تؤثر الأحداث في غزة على الانتخابات المقبلة، حيث يواجه كل من بايدن وهاريس ضغوطاً سياسية للتوصل إلى حل يعزز موقفهم بين الناخبين في الداخل، الذين باتوا أكثر حساسية تجاه قضايا الشرق الأوسط.

على الرغم من التحديات السياسية التي قد يواجهها البيت الأبيض بعد اغتيال السنوار، إلا أن البعض يرى أنها فرصة لإعادة التفكير في مستقبل غزة وإيجاد حلول واقعية لمشاكلها. فقد حذر محللون من السيناريوهات المحتملة للانتقال من مرحلة العنف إلى مرحلة أكثر استقراراً، وهو ما يتطلب جهوداً دولية كبيرة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية والضغط على الحكومة الإسرائيلية لمنع التصعيد والاستيطان في غزة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version