في ظل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يواجه الأوكرانيون خطر فقدان الولايات المتحدة، التي تُعتبر أكبر حليف لهم. بعد أكثر من عامين من اندلاع الحرب في أوكرانيا، تُعد علاقة واشنطن بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من القضايا الأساسية في سباق الانتخابات لعام 2024، حيث يُعرف عن ترامب تاريخ من العداء تجاه الناتو ومؤسساته. تأتي عودته إلى الحكم في وقت تتزايد فيه التهديدات الروسية، حيث يسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى تقويض الناتو والاتحاد الأوروبي، مما يثير قلق الخبراء بشأن احتمال فرض ترامب لسلام “غير عادل” على أوكرانيا.
المحلل ألكسندر داونز حذر من أن فوز ترامب سيؤدي إلى زعزعة وحدة الناتو، وهو ما سيكون له تأثير كارثي على أوكرانيا. وفي الوقت الذي بدأ فيه البيت الأبيض بإرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا بالتزامن مع فوز ترامب، حدثت تحركات في موقف الرئيس السابق الذي يُظهر تفضيلًا للتفاوض مع روسيا بعيدا عن مطالب أوكرانيا. يبدو أن التهديدات بالضغط على أوكرانيا لصنع السلام مع موسكو قد تعزز من موقف بوتين في سعيه لتحقيق أهدافه العسكرية.
كما أن تأثير فوز ترامب لن يقتصر على أوكرانيا فقط، بل قد يمتد إلى مستقبل التعاون الأمني في أوروبا. ترامب يشدد على أهمية المساهمات المالية لدول الناتو، ويرى أن الحماية تأتي مقابل أجر، وهو ما يتعارض مع المبادئ الأساسية للناتو. criticism وتكرار انتقاداته للإنفاق الدفاعي في أوروبا قد يهدد الاستقرار الأمني للقارة، مما يؤمل الخبراء التفاعل معه بجدية من قبل زعماء أوروبا.
التوجه الاشتراكي الجديد الذي من الممكن أن يتبناه ترامب يعكس توجهاً يعتمد على البحث عن حل يتلاءم مع مصالحه، حيث قُدِّمت مقترحات متعددة حول السلام. نائبه السابق يعرض خطة لتعزيز وضع أوكرانيا ولكن بدون انضمامها للناتو، مما يعكس الشكوك حول استمرارية الدعم الأمريكي. رغم ذلك، تظل نتائج هذه الخطط وموقف ترامب نفسه غير واضحة في ظل تنافسه على تحقيق مصالح الولايات المتحدة أولاً.
من جهة أخرى، يبدو أن إدارة بايدن لا تتخذ خطوات ملموسة لتلبية احتياجات أوكرانيا، مما يُعزز المخاوف لدى زيلينسكي الذي يأمل في أن يؤدي فوز ترامب إلى تغييرات إيجابية في الاستراتيجية الأمريكية تجاه بلاده. ولكن، يبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور بعد تنصيب ترامب، وما إذا كانت أمريكا ستستمر في التزامها تجاه أوكرانيا.
قد يتعزز الموقف الروسي مع عودة ترامب، حيث يمكن اعتبار هذه العودة فرصة لبوتين لزيادة ضغوطه. وفي الوقت الذي يُمثل فيه ترامب تحديًا للرؤية التقليدية للسياسة الخارجية الأمريكية، يُشدد الخبراء على ضرورة أن تبدأ الدول الأوروبية في بناء دفاعاتها الخاصة بدلاً من الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة، لتكون مستعدة لما قد يطرأ في السنوات القادمة.