تسأل مجلة “لوبس” الفرنسية عما إذا كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب يعاني من اضطرابات معرفية تؤثر على قدرته على ممارسة السلطة، وذلك في ظل تحضيرات الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. تشير المجلة في تقريرها إلى أن بعض تعليقات ترامب وسلوكياته، مثل إلغاء التجمعات وإبداء تفضيله للاستماع إلى الموسيقى بدلاً من الإجابة على الأسئلة، تثير علامات استفهام حول حالته العقلية. في المقابل، يبدو أن الديمقراطيين يلاحظون تلك الإشارات، ويستعدون لتوظيفها في حملاتهم الانتخابية.
تسلط المجلة الضوء على تراجع قدرة ترامب على التركيز والتواصل الفعال، حيث يعقد أقل من الاجتماعات مقارنة بالحملة الانتخابية السابقة. بينما يتحدث العديد من المراقبين عن عمر بايدن وتأثيره على قدراته المعرفية، فإن قلة منهم ينتبهون إلى الأبعاد المماثلة في حالة ترامب، الذي يسعى لولاية جديدة مع توقعات متزايدة بشأن صحته العقلية. يبدو أن الحزب الديمقراطي قد بدأ في التركيز على تشويه صورة ترامب بوصفه غير قادر على الحكم، حيث تبرز هذه الاستراتيجية بشكل واضح في رسائلهم.
تعكس التعليقات اليومية التي يوجهها ترامب تجاه خصومه مظاهر متزايدة من عدم الاحترام، حيث تشمل هذه الإهانات مكونات اجتماعية متنوعة، بما في ذلك الناخبين الذين لا يدعمونه. يشير التقرير إلى أن ترامب يشعر بتراجع الثقة، إذ بات يخلط بين العديد من الحقائق والأسماء، بالإضافة إلى ادعاءاته المتزايدة عن الأمور السياسية. تتزايد خطابات الرئيس السابق من حيث الطول والتشاؤم، مما يظهر أن حالته المعرفية توحي بتباين ملحوظ عن السنوات السابقة عندما كان في قمة مسيرته.
تُظهر البيانات المقارنة بين الأنشطة الانتخابية لترامب في عام 2016 وعام 2024 تراجعاً كبيراً في عدد الاجتماعات، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في طول خطاباته. بينما كانت خطابات ترامب في الماضي تدور حول تفاؤل بالأعمال والفرص، فإنها اليوم تنحو نحو السلبية والحنين إلى الماضي. يبدو أن ترامب قد فقد البوصلة في قوته الكلامية، مما يؤثر على قاعدته الشعبية.
تتناول المجلة تصورات الديمقراطيين حول احتمالية أن ترامب قد يتخلى عن منصبه بعد انتخابه، حيث يُطرح التساؤل إذا كان يمثل “حصان طروادة” لنقل السلطة إلى جي دي فانس، الذي يُعرف بموقفه المتعصب ضد الإجهاض. تروج الأحاديث حول وجود اتفاقات بين ترامب وفانس، ما يعزز الشكوك حول جدية ترامب في الاستمرار في الرئاسة. كل هذه المؤشرات تجعل الوضع الانتخابي أكثر تعقيداً، مع ترقب الدوائر السياسية لتطورات الحملة.
بشكل عام، يستعرض التقرير جوانب متعددة من حملة ترامب الانتخابية، مشيراً إلى التحديات الصحية والمعرفية التي قد تؤثر سلباً على قدرته على المنافسة الفاعلة. ومع تصعيد الديمقراطيين استهدافهم له، يبقى ترامب في وضع غير معتاد، محاطاً بالشكوك والتساؤلات حول مستقبله السياسي وقدراته العقلية، مما يطرح علامات استفهام حول مصير الانتخابات المقبلة.