أكد خبراء أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة يعني نقطة تحول في الحرب، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي في سحب قواته العسكرية من القطاع بسبب تحمله لإرهاق كبير، وعدم نجاحه في تحقيق انتصارات حقيقية أو تدمير كميات كبيرة من المقاومين. بالإضافة إلى خوفه من الدخول في حرب استنزاف في خان يونس. يعتقد البعض أن هذا الانسحاب يعطي المقاومة الفرصة لإعادة التنظيم والتخطيط وإعادة إطلاق الهجمات.
من ناحية أخرى، يرى الخبير العسكري إلياس حنا أن التقليص المستمر لقوات الاحتلال داخل غزة لن يؤدي إلى نجاح استراتيجي خاصة مع وجود تضارب بين الشقين العسكري والسياسي في إسرائيل. كما يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مأزق بعد تشديده على ضرورة الضغط العسكري لاستعادة الأسرى المحتجزين، ويشير إلى أن هناك أسباب أخرى للاستعداد للانسحاب مثل الرغبة في إراحة القوات والانتباه إلى الضفة الغربية وجبهة الشمال مع لبنان.
ومن جهته، يستعرض الكاتب إيهاب جبارين التضارب في تسويق الانسحاب داخل إسرائيل، مشيرًا إلى وجود عدة معسكرات تدير الحرب كل منها وفق رؤيته الخاصة. يرى بأن جيش الاحتلال يحارب من أجل الانتقام دون وجود استراتيجية، وبحاجة ماسة لإعادة تنظيمه وتبني استراتيجية جديدة.
وفيما يتعلق بالمشهد الميداني المستقبلي، يتوقع حنا أن الاحتلال سيعمد إلى تفكيك القطاع إلى 3 أقسام لمنع التواصل الجغرافي والعودة للنازحين، وسيقوم بعمليات خاصة وخاطفة. من ناحية أخرى، يرى زياد أن الاحتلال سيواصل عملياته الجراحية الميدانية، ويتوقع أن تعيد المقاومة تنظيم قواتها وتشن هجمات أكثر قسوة في المستقبل.