في خطوة تعتبر تاريخية، تمكن مجلس النواب العراقي من انتخاب رئيس جديد له بعد عام كامل من التأجيل والإخفاقات المتراكمة في حسم الملف، حيث تم انتخاب محمود المشهداني رئيساً، بعد أن حصل على 181 صوتًا مقابل 43 صوتًا لصالح منافسه سالم العيساوي. يوضح هذا الانتخاب أهمية المشهداني ضمن الإطار السياسي السني، حيث يُخصص منصب رئاسة الجمهورية للأكراد، ورئاسة الوزراء للشيعة، مما يُعزز من التوازن السياسي في العراق وسط التحديات المعقدة.

لقد كانت مسيرة المشهداني السياسية حافلة، حيث شارك في العملية السياسية بعد عام 2003، وكان أحد الأعضاء الرئيسيين في لجنة صياغة الدستور الدائم عام 2005. شغل منصب رئيس مجلس النواب سابقاً من عام 2006 حتى استقالته عام 2008، وله تجربة واسعة في إدارة البرلمان خلال ظروف معقدة. وُلد المشهداني في بغداد عام 1948 وتلقى تعليمه العالي في الطب، لكنه تعرض للاعتقال في عهد صدام حسين، مما يُبرز موقفه من السلطة خلال فترات مختلفة.

عقب انتخابه، عبر المشهداني عن عزمه على العمل مع البرلمانات العربية والدولية للضغط من أجل إنهاء النزاعات في لبنان وغزة، مما يُظهر انشغاله بالقضايا الإقليمية ويُعزز من دوره كقائد مُعبر عن التضامن العربي. يُعتبر المشهداني شخصية محورية في العمل السياسي السني، ومؤهلاته وخبرته قد تؤهله للتغلب على التحديات الداخلية والخارجية.

في تصريحات النواب، أُعرب عن تفاؤلهم بأن انتخاب المشهداني سيساهم في استقرار العملية السياسية، حيث وصف رعد الدهلكي هذا الاختيار بأنه مهم جداً يعكس رغبة القوى السياسية في إكمال الاستحقاقات الدستورية. يُرى أن المشهداني يمكنه تقريب وجهات النظر بين القوى المختلفة، ومعالجة الإشكاليات التي يعاني منها البيت السني، مثل الخلافات بين الأجيال.

أما من جانب القوى الشيعية، فقد أشار علاء الحيدري إلى أن البرلمان لم يترك تركة ثقيلة للمشهداني وبأن الفترة السابقة شهدت نجاحات في إقرار بعض القوانين. وأكد على أهمية منح البرلمان الفرصة الكاملة للعمل الرقابي والتشريعي، وذلك لتحقيق العدالة الاجتماعية وفقاً للدستور. كما تم تناول بعض القوانين المهمة التي من المنتظر معالجتها في الفترة المقبلة.

في السياق ذاته، عبّر النائب جياي تيمور عن أهمية انتخاب رئيس جديد في هذه المرحلة الحرجة، مشيراً إلى دور المشهداني في تبسيط العقبات التي تواجه مجلس النواب. وأكد على ضرورة دعم أعضاء البرلمان للرئيس الجديد والعمل كفريق لتحقيق تطلعات الشعب العراقي. يمثل انتخاب المشهداني انتصارًا لجهود استقرار العملية السياسية، ومن المتوقع أن يساهم في تعزيز التوازن بين المكونات السياسية المختلفة في العراق.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version