يتوقع أن تدخل التحقيقات في الهجوم الدموي الذي طال مجمع “كروكوس” بالعاصمة الروسية موسكو في الـ22 مارس الماضي منعطفًا جديدًا بعد رفع عدد من الضحايا وأقارب القتلى دعوى جنائية ضد مالك المجمع بتهمة الإهمال في متطلبات السلامة. وأوضح المحامي المكلف بالقضية إيغور ترونوف أن الطلب الذي رُفع للجنة التحقيقات يتضمن أدلة إضافية تدين أصحاب المجمع، استنادا إلى البند الثالث من المادة 238 من القانون الجنائي الروسي التي تجرم تقديم خدمات لا تستوفي متطلبات السلامة.
وبحسب المحامي، فإن المواد التي صُممت منها وزُينت بها جدران القاعة يمكن أن تكون قد ساهمت في الانتشار السريع للحريق، لافتًا إلى أن استخدام مثل هذه المواد في قاعات الحفلات الموسيقية محظور بموجب معايير وزارة الحالات الطارئة الروسية. وأضاف ترونوف أن أصحاب المجمع لم يستثمروا في ضمان السلامة، ونتيجة لذلك فإنهم مسؤولون بشكل مباشر عن العواقب الوخيمة التي حصلت.
وفقًا لرئيس لجنة التحقيقات الروسية، فقد وصل عدد قتلى الهجوم إلى 140 شخصًا بينهم 3 أطفال، ولقي 40 آخرون حتفهم متأثرين بأعيرة نارية، واثنان نتيجة لمزيج من الطلقات النارية والطعنات. كما توفي 45 شخصًا بسبب الحريق والتعرض لدرجات حرارة مرتفعة والاختناق. وقع الهجوم عندما أطلق مسلحون النار قبل بدء عرض فني، ليندعل الحريق.
يرى خبراء قانونيون أن الملاحقة الجنائية لأصحاب المجمع ممكنة إذا كان الحريق، الذي أدى إلى مقتل أشخاص، قد حدث بسبب عدم الامتثال لمتطلبات السلامة من الحرائق. وتحيط الأسئلة بملابسات اندلاع الحريق بسرعة كبيرة وانتشاره على مساحة واسعة، تتمحور حول ما إذا كانت مخارج الحريق في المجمع مغلقة أثناء اندلاعه، وهل عملت أجهزة الإنذار؟
أمين أغالاروف، نجل مالك المجمع، يواجه مسؤولية تقصيره المؤدي للكارثة، وفي حال تثبت عليه التهمة، قد يواجه عقوبة السجن مدة 10 أعوام. مالك المجمع كروكوس هو الملياردير الروسي من أصول أذربيجانية آراز أغالاروف، الذي بنى إمبراطورية تجارية تشمل مجمعات تسوق وترفيه وصالات حفلات موسيقية. أغالاروف كان في المركز 55 في تصنيف فوربس لأغنى رجال الأعمال في روسيا بثروة قدرها 1.7 مليار دولار.
بناءً على الادعاءات والشهادات، ينكر أغالاروف التهم الموجهة إليه ويقول إن نظام السلامة في المجمع عمل بشكل صحيح، وأن 98% من الزوار تمكنوا من الهروب عبر مخارج الطوارئ، معتبرًا الاتهامات بأن المخارج كانت مغلقة وعدم تمكن الناس من الفرار “أكاذيب”. ويبرر احتراق المجمع بأن المسلحين قاموا بإشعال النار، وأن بعض الأبواب كانت مغلقة ولكن للموظفين وليست للاخلاء.