في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة نادي “فالداي” الدولي الذي اختتم فعالياته في سوتشي، أعرب عن اتخاذ العالم مسارا جديدا، حيث أكد أن “نظاما عالميا جديدا” يتشكل، مما يعني نهاية البنية القديمة للمجتمع الدولي. وأشار بوتين إلى أن العقوبات الغربية ضد روسيا والصين تُعكس نتائجها السلبية على الدول التي فرضتها، داعياً إلى إعادة التفكير في السياسات الاقتصادية التقليدية المعتمدة في أوروبا والتي تضر بمصالحها.
وفيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، ذكر بوتين أن روسيا تمتلك أفكاراً لحل النزاع، مع تعبيره عن أمله في تقليل معاناة الشعب الفلسطيني. وتعد هذه الدعوة جزءاً من المساعي الروسية المستمرة لتعزيز دورها كوسيط رئيسي في النزاعات الإقليمية. كما أكد الرئيس الروسي استعداده لمفاوضات مع أوكرانيا، لكنه اشترط أن تُبنى هذه المفاوضات على أسس جديدة وواقعية، دون النظر إلى محاولات قصيرة الأجل تتعلق بالهدنات.
في تحليل الخطاب، اعتبر المراقبون أن الرسائل التي أرسلها بوتين تشير إلى رغبة روسيا في التعاون والسلام، مع التأكيد على أنها لن تتراجع أمام سياسة العقوبات الغربية. وقدّم الباحثون آراء إيجابية حول الاستعداد للحوار مع الدول الأخرى، مع التركيز على أهمية تمثيل جميع الدول في النظام العالمي الجديد وبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والحياد.
كما تأمل بوتين في دور الصين كطرف استراتيجي وشريك رئيسي في مواجهة الهيمنة الأمريكية، مشيراً إلى الحاجة لتعاون أكبر بين القوى الكبرى مثل روسيا والصين والهند. أكد الخطاب أن التعاون في أوراسيا يجب أن يكون بعيداً عن التفكير في “لعبة المحصل صفر” التي تروج لها الدول الغربية، وأن بناء هيكل عالمي جديد يتطلب انفتاحًا وتعاونًا مستدامًا.
أما بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد شدد بوتين على أنه لا يوجد تدهور من جانب موسكو، بل إن المستقبل يعتمد على تصرفات الإدارة الأمريكية. هذه الرسالة تشير إلى رغبة روسيا في تحسين العلاقات الثنائية، مما يعكس اهتمام موسكو بأن تكون جزءًا من النظام الدولي بدلاً من العزلة.
تجدر الإشارة إلى أن نادي “فالداي” الدولي يمثل منصة حيوية للنقاش حول القضايا السياسية العالمية، وقد نجح في جذب العديد من الخبراء وصناع السياسات على مر السنوات. وفي إطار سعيه لتوسيع قاعدة المشاركين، أطلق النادي مشروعًا جديدًا يستهدف الشباب، مما يعكس التزامه بإيجاد حلول للمشاكل العالمية من خلال إشراك الأجيال الجديدة في النقاشات العالمية.