مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يركز المرشحين الرئيسيين، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كمالا هاريس، جهودهما على الولايات المتأرجحة التي تعتبر حاسمة في تحديد الفائز. وقد أولت حملة هاريس اهتمامًا متزايدًا بثلاث ولايات رئيسية: بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسون، وذلك نظرًا لتاريخ هذه الولايات كمراكز دعم للمرشحين الديمقراطيين في السنوات السابقة. يشير التاريخ إلى أن هذه الولايات تشكل جزءاً من “حزام الصدأ” الذي كان يدعم المرشحين الديمقراطيين منذ عام 1992، مما يجعل الفوز بها ضروريًا لكمالا هاريس لتحقيق الفوز في الانتخابات.

إذا تمكنت هاريس من الفوز في الولايات الثلاثة المذكورة، بالإضافة إلى صوت انتخابي وحيد من ولاية نبراسكا، ستصل إلى 270 صوتًا انتخابيًا، وهو الرقم الضروري للفوز بالرئاسة، حتى في حال خسرتها في الولايات الأخرى المتأرجحة. يعتمد ترامب على فوز عام 2016 في هذه الولايات، حيث انتزعها بفارق ضئيل عبر دعم ناخبي الطبقة العاملة من البيض، الذي يمثلون نسبة كبيرة من الناخبين في هذه الولايات. ورغم أن بايدن كان قد استعاد دعم هؤلاء الناخبين في انتخابات 2020، إلا أن التركيز على نتائج هذه الولايات يبقى مفعمًا بالتحديات لكل من هاريس وترامب.

تشير التقارير إلى أن حظوظ المرشحين تتقارب في هذه الولايات، مما يجعلهما مضطرين للبقاء نشطين وموجودين بانتظام. يتم تنسيق الحملات الانتخابية من قبل الحكام الديمقراطيين في تلك الولايات، الذين يروجون لهاريس، ويعملون على تنظيم الفعاليات لجذب الناخبين. العالم الاقتصادي المتدهور والزيادة في معدلات الفقر عززا من الأهمية الاستراتيجية لهذه الولايات، حيث يجري إجراء الكثير من الفعاليات الانتخابية في المناطق المحلية لتوسيع القاعدة الجماهيرية.

تأثير الناخبين المسلمين يعتبر عاملاً محوريًا أيضًا، خاصة في ميشيغان، حيث يوجد هناك عدد كبير من الناخبين العرب والمسلمين. قد يحبط موقف هاريس من القضايا المتعلقة بغزة هؤلاء الناخبين، الأمر الذي قد ينعكس على فرصها في الولاية. ورغم التحديات، تحاول حملة هاريس العثور على طرق لاستقطاب دعم هؤلاء الناخبين من خلال التأكيد على التزامها بالتوصل إلى حلول للأزمات التي تواجههم.

احتفظ ترامب بفرص جيدة في ميشيغان، لكنه يواجه تحديات مشابهة في ولايات أخرى مثل بنسلفانيا وويسكونسون. في بنسلفانيا، يتساوى المرشحان تقريبًا، مع استثمار كبير من كلا الحملتين في الإعلانات والفعاليات الانتخابية. ومن المتوقع أن تلعب الأصوات الإسلامية دورًا رئيسيًا في تحديد الفائز، حيث شارك عدد كبير منهم في الانتخابات السابقة. بينما يظهر ترامب تقدمًا طفيفًا في ويسكونسون، فإن إمكانية تغيير نتيجة الانتخابات لا تزال قائمة بناءً على تصويت الناخبين المسلمين، خاصة بعد القضايا العديدة التي أثرت عليهم في السنوات الأخيرة.

تظل الانتخابات في هذه الولايات الثلاث هي المحور الرئيسي للصراع الانتخابي، حيث تتنافس الحملتان للحصول على أصوات الناخبين وتحقيق النصر. يعتبر دعم الناخبين المسلمين والعرب تحديًا كبيرًا أمام كمالا هاريس بسبب الإحباط العام من سياسات الإدارة الديمقراطية الحالية. ويبقى الرهان على كيفية تعزيز الحملة الانتخابية لهاريس لجذب هؤلاء الناخبين في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.