في مقال نشرته يوم الثلاثاء، تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مشروع “لجنة العمل السياسي” التي أنشأها الملياردير إيلون ماسك. تستخدم اللجنة إستراتيجيات تقليدية مثل طرق الأبواب وإرسال الرسائل البريدية لجذب الناخبين لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب. تسلط الصحيفة الضوء على “أليسيا مكميليان”، وهي واحدة من العديد من المتطوعين الذين يعملون لجذب الناخبين المؤيدين لترامب في الولايات المتأرجحة. عندما كانت مكميليان تستعد للانطلاق في مهمتها، كانت ترتدي قبعة تحمل العبارة الشهيرة “اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، ولكن مع بداية العمل، غيرت القبعة إلى أخرى مكتوب عليها ببساطة “أميركا”.

تقدم المقالة سرداً لتجربة مكميليان خلال عملها، والتي واجهت عدة تحديات في محاولاتها لجذب الناخبين. إذ كان التطبيق الذي تستخدمه يتعطل بشكل متكرر، مما جعلها تذهب إلى منازل لمؤيدين ديمقراطيين بدلاً من الجمهوريين. في محادثاتها مع الناخبين، وجدت أن العديد منهم إما مترددون أو غير مهتمين، حيث ذكر بعضهم صراحة أنهم لن يصوتوا لترامب. تُظهر هذه التجربة الصعوبات التي تواجهها لجنة العمل السياسي في تشكيل دعم فعلي للمرشح الجمهوري خلال الحملة الانتخابية.

تظهر “لجنة العمل السياسي” كعنصر رئيسي في مشروع ترامب، حيث تدير أكبر عملية مستقلة لاستقطاب الناخبين مع اقتراب الانتخابات. بينما يتم التركيز على ولايات مثل ويسكونسن وبنسلفانيا، تخطط اللجنة لتوظيف عدد كبير من المتطوعين قبل يوم الانتخابات. ولكن تشير المقالة إلى أن أسلوب ماسك في القيادة وطرائقه غير التقليدية، مثل إقالة الموظفين، قد تؤثر سلباً على نجاح المشروع في المرحلة النهائية من الحملة.

انطلق مشروع ماسك في الربيع الماضي مع طموحات كبيرة لخلق “موجة حمراء” عبر نشر المتطوعين في البلاد لاستقطاب الناخبين. يدفع ماسك للمتطوعين، مثل مكميليان، ما بين 20 إلى 40 دولارًا في الساعة. عُرفت اللجنة بإدارتها لمبلغ 87 مليون دولار في سباق الانتخابات، حيث خصصت 61% من هذا المبلغ للعمليات الميدانية، مما يعكس التزام ماسك بجعل استراتيجيته فعالة في دعم ترامب.

أصبح أسلوب ماسك الذي يرتكز على الطرق على الأبواب بديلًا لأساليب التسويق التقليدية، مثل الإعلانات التلفزيونية. ويرجع ذلك جزئيًا إلى نجاح شركته تسلا التي اعتمدت على الإحالات الشفوية. بجانب ذلك، استثمرت اللجنة بشكل كبير في البريد الدعائي، حيث أصبحت أكبر مرسل لهذا النوع من البريد في البلاد، متجاوزة جميع الأحزاب الجمهورية الأخرى مجتمعة.

على الرغم من أن إجراءات ماسك قد تكون فعالة في بعض الأحيان، إلا أن أسلوبه الإداري العدواني وسير العمل المكثف قد يجعله عرضة للانتقادات. إذ قام بتسريح آلاف الموظفين في تسلا هذا العام، ويُعرف عنه طرده لفرق بأكملها إذا لم تحقق النتائج المطلوبة. هذه المعطيات تشير إلى تعقيد المشهد السياسي الذي يشارك فيه ماسك، والحاجة إلى استراتيجيات فعالة لزيادة الدعم لترامب في سباق الانتخابات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version