في غزة، وتحديداً في دير البلح، دشنت الطبيبة لبنى العزايزة خيمة طبية تحت مسمى “أنتم أهلنا” تقدم خدمات طبية مجانية للنازحين. تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود التي يبذلها الأطباء لتخفيف الضغط عن المرافق الصحية التي تعرضت للتدمير بسبب الحرب الإسرائيلية، حيث خرجت العديد من المستشفيات عن الخدمة. تعكس هذه المبادرات الطوعية أهمية العمل الجماعي والحفاظ على الحياة في ظل الأزمات، مما يساعد في تلبية احتياجات المجتمع المتضرر.
عامٌ كاملٌ على العدوان الإسرائيلي، وقد أدى إلى دمار شامل واستبعاد غالبية السكان من مصادر رزقهم. يعاني الفلسطينيون في غزة من أوضاع معيشية قاسية، حيث يعتمد الكثير منهم على المساعدات الغذائية. فقدت العزايزة منزلها وعيادتها، لكنها تواصلت مع رغبة الحياة من خلال إقامة الخيمة الطبية التي أصبحت ملاذاً للنازحين ولها تأثير كبير في مساعدة الفئات الضعيفة. يتميز هذا المشروع بتقديم رعاية متنوعة تناسب حالات المرضى والمسنين.
إضافة إلى المبادرات الطبية، اهتم المعلمون بإطلاق مشاريع تعليمية لمواجهة تداعيات الحرب على التعليم. وبدورها، قامت الدكتورة فداء الزيناتي بإنشاء “المدرسة الهاشمية” في خان يونس لتحفيز الأطفال على التعلم رغم الظروف الصعبة. تستهدف المدرسة طلاب الصفوف الابتدائية والإعدادية، وتهدف إلى توفير بيئة تعليمية إلى جانب أنشطة الدعم النفسي للمساهمة في تجاوز آثار الصدمة التي عانوا منها.
تأتي “التكيات الخيرية” كحل إضافي لمواجهة أزمة الجوع الناجمة عن الحصار والدمار الاقتصادي. تعمل هذه المبادرات على توفير الطعام للنازحين والمحتاجين، مما ساهم في تخفيف الأعباء اليومية على الأسر المحتاجة. يعد هذا التطوع أحد الجوانب المهمة في المجتمع الفلسطيني، حيث يسعى المواطنون لمساعدة بعضهم البعض وسط الظروف القاسية التي يمر بها القطاع.
كما أن الجهود التطوعية تشمل تقديم الدعم للأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية نتيجة للحرب. يتطلب الوضع الحالي تضافر الجهود من أجل دعم الصحة النفسية للأطفال وتهيئة بيئة ملائمة لهم. يشير الناشط المجتمعي نادر أبو شرخ إلى أهمية العمل التطوعي خلال الأزمات، وينبه إلى دور الدين الإسلامي في تعزيز ثقافة العطاء والمساعدة، مما يولد شعوراً بالأمل والارتباط بين أفراد المجتمع.
في الختام، تعتبر هذه المبادرات الطوعية والتعاون المجتمعي بمثابة شعاع من الأمل في ظروف الحرب والضغوط النفسية الشديدة. من خلال تقديم الدعم والرعاية للمتضررين، تساهم هذه الجهود في تعزيز الصمود والتكيّف في مواجهة التحديات اليومية. إن التكاتف المجتمعي والعمل الخير يعزز من قوة غزة أمام المآسي، ويعكس قدرة شعبها على البقاء والاستمرار رغم الصعوبات القاسية.