“هكذا يموت الأبطال” كانت العبارة التي استخدمها رجل في الستين من عمره في قطاع غزة لوصف اللحظات الأخيرة في حياة قائد حركة حماس يحيى السنوار. ففي ساحة المعركة، حاول السنوار مواجهة طائرة مسيرة بعصى، مما جعله رمزاً للفخر لدى الفلسطينيين، رغم التكاليف الباهظة للحرب الإسرائيلية على غزة بعد بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. استشهد السنوار في اشتباك مسلح مع القوات الإسرائيلية، وقد نعت حركة حماس قائدها في بيان رسمي مستذكِرة شجاعته وصموده في مواجهة الاحتلال.

حركة حماس أكدت في نعيها أن السنوار “ارتقى شهيداً” في الصفوف الأمامية، مدافعاً عن أرض فلسطين، حيث تعهدت أن استشهاده لن يزيد الحركة إلا قوةً وصلابة. وقد أثار خبر استشهاده مشاعر الفخر بين الفلسطينيين، حيث أشار عادل رجب إلى الطريقة البطولية التي استشهد بها السنوار. كما يظهر وصف تجارب بعض المواطنين، الذين اعتبروا أن هذه اللحظات تعبر عن حقيقية البطل والشجاعة، بينما يعتزمون توارث قصة شجاعته للأجيال القادمة.

في ذات السياق، قام فلسطينيون على الإنترنت بمشاركة مقاطع من خطابات السنوار، حيث أعرب عن رغبته في الموت بشرف بدلاً من موت طبيعي. بعد استشهاد السنوار، بدأ البعض يتساءل إن كانت إسرائيل نادمة على نشر الفيديو الخاص بلحظاته الأخيرة، خوفاً من أن يتحول إلى حافز لجذب المزيد من الأعضاء لحماس. ورغم أن بعض الفلسطينيين لم يدعموا هجمات السابع من أكتوبر، فإن طريقة موته بطولية جعلتهم يشعرون بالفخر كفلسطينيين.

ومع تصاعد المواجهات في الضفة الغربية، تساءل الكثيرون عما إذا كان استشهاد السنوار سيؤدي إلى نهاية الحرب. العلاقة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي تدهورت خلال العام الماضي، مما يجعل التساؤلات حول من سيخلف السنوار وما إذا كانوا سيفعلون ذلك بنفس القوة أمرًا مقلقًا. في الخليل، عبّر علاء الهشلمون عن اعتقاده بأن مقتل السنوار لن يسفر عن زعيم أقل شجاعة، بل بالعكس فقد يتبع ذلك ظهور قائد أقوى.

وفي رام الله، أشار مراد عمر إلى أن الوضع على الأرض لن يتغير كثيراً بعد استشهاد السنوار، مستبعداً أن تكون هناك نهاية قريبة للصراع. الحرب لا تزال مستمرة، والأسئلة حول القيادة المستقبلية لحماس وظروف الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي تبقى دون إجابة واضحة. العديد من الفلسطينيين يرون أن الإرادة القتالية ستبقى، حتى في ظل فقدان القادة، مما قد يشير إلى استمرارية نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال.

في المجمل، يمكن اعتبار استشهاد السنوار نقطة تحوّل في سياق النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تبرز شخصية السنوار كرمز للمقاومة والصمود. الحديث عن بطولته يدلل على عمق إحساس الفلسطينيين بأهمية القادة الذين يجسدون قضيتهم. بشكل عام، يُعكس الاستشهاد كفاحاً مستمراً، ورغبة قوية في الدفاع عن الأرض والمبادئ، والتطلعات الكبيرة لدى الفلسطينيين رغم الظروف الصعبة التي يعايشونها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.