إيمان بيضون السيد، مثل العديد من الأميركيين من أصل لبناني، تتابع بقلق ودافع الأحداث المدمرة في الشرق الأوسط، بينما تترقب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. تأتي مشاعرها المتوترة كاستجابة للتوجهات السياسية للإدارة الديمقراطية تجاه إسرائيل، حيث تعبر عن عدم ثقتها بموقف الحزب الديمقراطي. تذكر بيضون السيد أنها على الرغم من كونها ديمقراطية، إلا أن الوضع الراهن جعلها تعيد النظر في خياراتها الانتخابية، بما في ذلك التصويت لمرشحة الحزب الأخضر، جيل ستاين، كوسيلة للاحتجاج على عدم اهتمام المترشحين بمواضيع مثل وقف إطلاق النار.
على مدار العام الماضي، تواصل الأزمة في غزة ومواجهات إسرائيل مع حزب الله اللبناني الممتدة منذ أواخر سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا والتهجير. تعكس هذه الأحداث مشاعر الإحباط العميقة بين الجالية العربية الأمريكية، خاصة في ديربورن بولاية ميشيغان، التي شهدت كثافة سكانية عربية ملحوظة، حيث اعتُبرت الجالية فاعلًا أساسيًا في نتائج الانتخابات السابقة، إذ صوتوا لصالح بايدن بسبب الاحتجاج على سياسات ترامب المناهضة للمسلمين.
يمثل الوضع الراهن تحولًا دراماتيكي في تأثير المجتمع العربي الأمريكي على السياسة المحلية، مع تصاعد الغضب من إدارة بايدن التي واصلت دعمها لإسرائيل، حتى في وقت تزايدت فيه الأصوات المناهضة لسياسات الحرب. يتجلى ذلك في أن العديد من الناخبين يشعرون بأن ديمقراطيي اليوم يتجاهلون قضاياهم واحتياجاتهم، ويعبر البعض عن رغبة في اتخاذ موقف من خلال عدم التصويت لصالح هاريس أو ترامب، في إشارة إلى خيبة الأمل التي شعرت بها الجالية.
يغذي هذا الشعور بالإحباط حزب سياسي محلي مثل اللجنة العربية الأمريكية للعمل السياسي، التي دعت هذه المرة إلى عدم التصويت للمرشحين الرئيسيين، مما يعكس تغيرًا ملحوظًا في المواقف السياسية للناخبين. هذه الرسالة توضح كيف أن سياسات الحكومة الأميركية تجاه الشرق الأوسط قد أثرت على المشاعر العامة في الجالية ووضعتها في موقف يتطلب إعادة تقييم خياراتهم السياسية.
ورغم ذلك، يحذر البعض من مخاطر التصويت لترامب الذي تبنى سياسات تتسم بالعداء تجاه المسلمين وعملاً على تدعيم موقف إسرائيل. يبين المناصرون من جانبهم، ضرورة دعم هاريس على الأقل لإمكانية تحقق بعض الحلول السياسية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والاعتراف بحقوق الفلسطينيين. في مارس 2020، كان هناك تأييد قوي لبيدن بفضل تفسير المجتمع العربي له كمصدر للأمل في تحقيق التغيير.
من جهة أخرى، يستمر الأشخاص الذين يعيشون في ديربورن والذين لديهم روابط عائلية في لبنان في التعبير عن مشاعرهم تجاه الأوضاع الحالية، ويتساءلون عن الجدوى من المشاركة في الانتخابات إذا لم تشهد القضايا الإنسانية والتعاطف المطلوب لتحقيق العدالة. هذا النقاش يعكس إحباطاتهم العميقة مع الواقع المتزايد للاحتلال والتأثير المباشر للسياسات الأميركية على قضاياهم، مما يزيد من تحديات المشاركة السياسية في إطار حزبي محدد.