لم يجد مراسلو الجزيرة نت في أنقرة أن العدوان الإسرائيلي على غزة قد حد من تأثيره على الفلسطينيين، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه. حيث قضى المئات آلاف الفلسطينيين إلى جنوب القطاع، وتعرض أكثر من 110 آلاف شخص للقتل والإصابة، وسبب دمارًا شاملاً للبشر والمباني من دون أي رقابة دولية. امتدت آثار هذا العدوان لتشمل الفلسطينيين في الخارج، بما في ذلك الطلاب الذين غادروا غزة للدراسة.

أثرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة على الحالة المادية للطلاب الفلسطينيين في الخارج، مما أدى إلى صعوبة في التواصل مع عائلاتهم بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت وضعف شبكات الاتصال. ومن بين الطلاب الذين شهدوا تلك الصعوبات هو محمد شعبان، الذي فقد 27 فردًا من عائلته خلال العدوان. بعد تلك التجربة الصعبة، اضطر إلى تجميد دراسته وعدم الاستمرار في الفصل الدراسي.

بدأت تجربة الطالبة آية الشوبكي بشكل إيجابي بتخريجها من جامعة غازي في أنقرة قبل بدء العدوان على غزة. لكنها واجهت تحديات كبيرة بعد معرفتها باستشهاد أحد أفراد عائلتها، وبعد تعرض منزل عائلتها للقصف، حيث فقدت أكثر من 100 شخصًا من عائلتها ومعارفها. بالإضافة إلى صعوبات التواصل والقلق الشديد على سلامة عائلتها.

سائد لبد، طالب العلاقات الدولية في جامعة كارادينيز، يعاني يوميًا من صعوبات في التواصل مع عائلته المهجرة في منطقة المواصي، ويشعر بتزايد الضغط عليه نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها على الصعيدين المادي والنفسي. يبحث عن طرق لإرسال المساعدات المالية لعائلته بعد انقطاع مصادر الدخل عنهم.

تلقى الطلاب الفلسطينيين دعمًا من الحكومة التركية والمؤسسات المدنية خلال فترة العدوان، حيث تم إعفاء الطلاب الغزيين من الرسوم الدراسية في الجامعات الحكومية وتنظيم فعاليات تضامنية معهم. هذا بالإضافة إلى الدعم المالي والمعنوي الذي قدمته المؤسسات المدنية للطلاب الفلسطينيين. تسعى جمعية طلبة فلسطين لتنظيم فعاليات وأنشطة تعزز الترابط بين الطلاب وتحول دون شعورهم بالعزلة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.