وجد الآلاف من اللبنانيين أنفسهم مجبرين على النزوح من بلادهم بحثًا عن الأمان والاستقرار، بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في 30 سبتمبر 2024 ضد مواقع لحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية الجنوبية. تلك الأحداث أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان، مما حدا بالمرجع الديني في النجف، علي السيستاني، في 23 سبتمبر، إلى الدعوة لجهود منسقة لوقف العدوان وحماية المدنيين. عبر العديد من النازحين اللبنانيين عن تقديرهم للدعم العراقي، حيث تم استقبالهم بحفاوة وسخاء، مما أسهم في تخفيف معاناتهم إنسانياً ونفسياً.

الاستقبال الحار من قبل الشعب العراقي كان مؤثراً، إذ عبر النازحون اللبنانيون عن امتنانهم لما قدمه لهم العراقيون من مأوى وطعام ودواء. عائلات لبنانية في كربلاء أشادت بكريم الضيافة التي أظهرتها العائلات العراقية، حيث شعر النازحون أنهم وجدوا بيئة آمنة توفر لهم الاستقرار بعد صدمات الحرب. النازح أبو علي وصف شعوره عند وصوله بأنه شعر بالراحة، وأكد أن ما توفر له من احتياجات كان أكثر مما يتوقعه في مثل هذه الظروف. بينما اعتبرت أم مهيمن أن العراق أصبح وطنها الثاني، حيث وجدت فيه الحياة الكريمة.

نقلت أم حسن، النازحة من جنوب لبنان، عواطفها تجاه العتبات المقدسة في العراق، مشيرةً إلى الجهد الكبير الذي بذلته تلك العتبات في تقديم الرعاية للنازحين. ذكرت أن حالهم يشبه حال الزوار الدينية، وأن العراق قدم لهم ملاذًا روحياً آمناً. كما أشادت بجهود المرجعية الدينية التي وجهت العراقيين لاستقبالهم ومساعدتهم. هذا التعاطف الأنساني كان تجسيدًا للتضامن بين الشعوب في أوقات الأزمات.

في سياق المساعدات، قال عباس الموسوي، عضو مجلس إدارة العتبة العباسية، إن العتبة ملتزمة بمساعدة الشعوب المنكوبة، استجابةً للنداءات الإنسانية وتوجيهات المرجعية. أكد أن العتبة العباسية قامت باستجابة سريعة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، من خلال إرسال مواد إغاثية إلى النازحين، وفتح أبواب مجاميعها السكنية لاستقبالهم. هذا العمل الإنساني تجسيد لقيم التضامن والمساعدة بين الشعوب، ولقد أظهرت العتبة العباسية أنها ليست غريبة عن مساعدة المتضررين عبر التاريخ.

الموسوي أوضح أن قوافل المساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية، مما يسهّل الوصول إلى الرعاية الصحية والغذائية للنازحين، وأيضًا تجهيز مستشفيات ميدانية لهم. دعوته للجهات المعنية بالتعاون لتقديم المساعدات اللازمة للشعب اللبناني تعبر عن روح الوحدة والتآزر بين الشعوب. كما أكد أنه من الضروري استمرار تقديم الدعم والمساعدات لمواصلة العمل الإنساني.

تظل العتبة العباسية في الصف الأول من المؤسسات التي تعمل على تخفيف الأعباء الإنسانية، مما يعكس عمق المساهمة العراقية في دعم الشعب اللبناني في ظل الأزمات. فهذه الجهود ليست مجرد استجابة فردية، بل هي تجسيد لقيم ومبادئ إنسانية عالية، حيث يدعو الموسوي الجميع استكمال عملية دعم الشعب اللبناني حتى يتمكن من تجاوز تلك المحنة الصعبة التي يمر بها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version