القدس المحتلة – التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة

منذ بداية التوغل البري للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بدأ الاحتلال بتنفيذ خطط عسكرية تستهدف توسعة ما يسمى محور "نتساريم" الذي يعرف أيضا بمفرق الشهداء. هذه الخطط تشمل ربط الطرقات العسكرية المتفرعة عن المحور، وفتح قواعد جديدة في منطقة شمال القطاع. يتم تبرير هذه العمليات بمزاعم تتعلق بمنع عودة المسلحين، متجاهلا تداعياتها الإنسانية والتي تتمثل في تفريغ المنطقة من السكان الفلسطينيين، مما يسهل عليهم إحلال المستوطنين لاحقاً. تم إنشاء نقاط عسكرية كبيرة في المنطقة، تهدف إلى تعزيز السيطرة على شمال قطاع غزة من خلال إجبار السكان على النزوح جنوباً.

إعادة بناء المحور العسكري

تمتد القوات الإسرائيلية على طرقات ومحاور عسكرية تسهل التحكم في المنطقة، مما يتضمن المحور العسكري "مفساليم". هذا المحور يتميز بعرض يصل إلى 3 كيلومترات ويشمل منطقة عسكرية متوسطة، حيث يتقاطع مع الطريق السريع الذي تم شقه حديثا لتسهيل الحركة العسكرية ولتنفيذ العمليات العسكرية بحرية أكبر. يهدف هذا الطريق إلى وصل المساعدات بالشمال بينما يتواكب مع تنفيذ مخططات للاحتلال أشبه بسياسات الفصل العنصري، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي لتطويق المناطق الجنوبية من القطاع وتحجيم حركة الفلسطينيين.

خفض التصعيد العسكري

وتمت إضافة وحدات عسكرية إلى محور نتساريم لتحديث النظام الاستخباري والتواصل بين القوات، مما يعكس وجود خطة عسكرية كبيرة تتعلق بالحرب في القطاع. هذا الانتشار يترافق مع عمليات تفتيش مكثفة باستخدام التقنيات الحديثة مثل الكاميرات ذات تقنية التعرف على الوجه. وقد أشارت التقارير إلى أن الممر العسكري أصبح أشبه بقاعدة عسكرية طبيعية، مما يؤدي إلى استمرارية العمليات العسكرية وتأثيرها السلبي على حياة السكان في المناطق المحيطة.

سيطرة دقيقة وتنظيم أفضل

وبإعادة السيطرة العسكرية على محور نتساريم، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تقسيم غزة إلى قسمين بحيث يسهل تنفيذ العمليات العسكرية المستمرة. يندرج تحت هذه الهيكلة أربع نقاط عسكرية بهدف تقليل تواجد الفلسطينيين وتوفير مناطق آمنة لجنوده، مما يؤدي إلى تعزيز النظام الأمني الخاص بتنفيذ مهامهم في المنطقة، مع وجود عدد كبير من القوات الاحتياطية المزودة بأدوات متطورة لحماية أنفسهم من أي هجمات محتملة.

تحكم دقيق وتفتيش صارم

يجري العمل على توسيع الممر لتشمل طرقات عبور جديدة مضادة للتهديدات، مما يتيح للجيش مراقبة الحركة على الأرض. تم تشييد نقاط تفتيش أمنية للتحكم بحركة المواطنين وضمان عدم دخول أي فرد من المناطق الجنوبية إلى شمال القطاع، إلا بصعوبة وبتصاريح فرضها الاحتلال، مما يزيد من قسوة الوضع الإنساني في القطاع، وينذر بنزوح جماعي للسكان.

البنية التحتية والعسكرية الجديدة

منذ أبريل/نيسان 2024، تم العمل على بناء قواعد عسكرية جديدة على طول الممر بما يكفل تعزيز السيطرة الإسرائيلية، حيث تتضمن جميع القواعد الجديدة أبراج مراقبة. كما أن توسيع الممر من كيلومترين إلى 5 كيلومترات، يتضمن تدمير المباني السكنية، مما يعكس استراتيجيات الاحتلال لفرض واقع جديد على الأرض. في النهاية، فإن هذه العمليات العسكرية توضح الجهود المستمرة للاحتلال لتحقيق أهدافه في المنطقة، على حساب معاناة الفلسطينيين وتدمير مناطقهم السكنية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.