في 31 أغسطس الماضي، نفذ المقاومان محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة عمليتي تفجير لمركبتين مفخختين قرب تجمع مستوطنات غوش عتصيون شمال الخليل، تبعتهما عمليات إطلاق نار على جنود الاحتلال ومستوطنيه، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. وفي اليوم التالي، تم تنفيذ عملية فدائية في ترقوميا بمدينة الخليل، حيث قُتل 3 من عناصر الشرطة الإسرائيلية. وفي الأسابيع التي سبقت ذلك، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا في العمليات الفدائية، حيث قُتل 47 إسرائيليًا وجُرح أكثر من 470 في نحو 80 عملية مشابهة، وفقًا لمركز معلومات فلسطين (معطى)، وقد تنوعت هذه العمليات بين إطلاق النار وكمائن العبوات الناسفة، مما يعكس تزايد النشاطات الفدائية.

هذه العمليات تأتي في إطار تطور ملحوظ في حركة المقاومة الفلسطينية، خصوصًا بعد الحرب على غزة، حيث يلاحظ المقاتلون انتقائية في استخدام الأدوات والأساليب. وقد صرح أحد المقاومين بأن استخدام الأسلحة تطور بشكل ملحوظ، حيث انتقل من استخدام البندقية المصنعة محليًا إلى استخدام أسلحة أكثر تطورًا مثل M16، بالإضافة إلى تصنيع العبوات الناسفة المبتكرة. وأشار إلى أن المقاومة المسلحة لم تعد محصورة في أساليب بسيطة، بل تطورت بشكل يتناسب مع التحديات الحالية.

تشير البيانات إلى أن المقاومة في الضفة الغربية أصبحت تركز على العبوات الناسفة الثقيلة، مع محاولة تطويرها لتكون أكثر فعالية في مواجهة الاحتلال. وعبر المقاومون عن قلقهم من ملاحقة السلطة الفلسطينية لهم، مما يعوق جهودهم، رغم أن عدد الشباب المنخرطين في المقاومة في تزايد مستمر. وقد شملت طروحات بعض المقاومين أنهم يعاملون العمل المسلح كمهمة سرية لتفادي الملاحقة.

في إطار المقاطعة والمقاومة الشعبية، تُركت آثار الحرب على غزة وحشية الاحتلال، مع استمرار التحركات الشعبية التي تشمل الاعتداءات اليومية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين. عززت عمليات المقاومة هذه من موقف الفلسطينيين وحافظت على الروح الوطنية، حتى في ظل الاغتيالات والاعتقالات التي طالت الشخصيات المتعاطفة. كما أنها تُظهر تكاملًا بين المقاومة المسلحة والشعبية التي تسعى لتحقيق أهداف مشتركة.

عبر الباحثون عن الرأي بأن التطور في نماذج العمل المقاوم مرتبط بفشل السلطة الفلسطينية في تقديم رؤى سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى ضعفها في مواجهة الاحتلال. كما أن الحالة النفسية والاجتماعية للشباب الفلسطيني تأثرت بشدة نتيجة السياسات الاحتلالية، مما أدى إلى انخراط أكبر في الأعمال المقاومة. وفي حين أن بعض الفصائل تسعى لتبني نمط معين من العمل المقاوم، يبقى هناك انقسام حول ما هو المناسب للتحديات الراهنة.

رغم كل هذا، لا يزال هناك عقبات أمام الانتفاضة الشاملة، حيث أن الوضع الفلسطيني يعاني من الانقسام وعدم التوافق مما يحد من قدرة الفلسطينيين على تنظيم مواجهة شاملة. يرى الباحثون أن التحدي الأساسي هو غياب التنسيق القيادي ووجود استراتيجيات مختلفة للمقاومة، بالإضافة إلى انعدام المنظور الموحد لتحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني. ولهذا، يبقى الجهد موصولًا بين المقاومة المسلحة والشعبية لتحقيق أمل الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.