تفاعل الشارع المغربي بشكل كبير مع خبر استشهاد يحيى السنوار، قائد حركة حماس، حيث أعلن خليل الحية، رئيس الحركة في غزة، عن استشهاد السنوار رسمياً، مؤكدًا أن “السير على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره” هو الهدف الذي سيستمر العمل من أجله. وعلى إثر هذا الخبر، شهدت عدة مدن مغربية تنظيم مسيرات ووقفات شعبية، حيث حمل المتظاهرون صور السنوار ورفعوا شعارات تدعم المقاومة، كما أدى البعض صلاة الغائب على روحه. ومن المتوقع أن تستمر المسيرات في الأيام المقبلة، مما يبرز دعم الشارع المغربي للقضية الفلسطينية.

في العاصمة الرباط، نظم المواطنون وقفة احتجاجية أمام البرلمان، تأكيداً على تضامنهم مع المقاومة الفلسطينية ورفضاً للاحتلال. ورغم التحديات، اعتبر المشاركون أن يحيى السنوار أصبح رمزًا للمقاومة وصمود الفلسطينيين، وتجسيدًا للإرادة الحرة التي تسعى لتحرير الوطن. وتضامن الكتاب والإعلاميون، بجانب الناشطين، مع هذه المناسبة، مشيرين إلى أن استشهاد السنوار لن يقلل من قوة الحركة، بل سيساهم في زيادة تأييد العالم لقضية فلسطين.

أظهرت المدن المغربية الأخرى تفاعلاً قويًا من خلال أكثر من 100 مظاهرة، حيث تجمع المواطنون في 58 مدينة عقب صلاتي الجمعة والعشاء، وهتفوا ضد العدوان على غزة ولبنان. وأدى المتظاهرون صلاة الغائب في مدن مثل فاس ووجدة ومراكش، مؤكدين أن استشهاد السنوار هو فخر لكل المسلمين. وأكدوا أن المقاومة الفلسطينية تتجاوز الأفراد بل هي فكرة حية في قلوب الأجيال.

ظلت ردود الفعل السياسية تتوالى، حيث نعت العديد من الهيئات السياسية ومدنية السنوار، معتبرين أن استشهاده لن يوقف النضال الفلسطيني. وأبرز حزب العدالة والتنمية في رسالة تعزية أن استشهاد السنوار لن يثني من عزم الفلسطينيين على استرجاع حقوقهم. كما أضافت الجبهة المغربية لدعم فلسطين أن حركة التحرر الوطني الفلسطينية فقدت مناضلاً كبيراً، بينما أشارت جماعة العدل والإحسان إلى التزام السنوار بأداء واجبه في مقاومة الاحتلال حتى النهاية.

تجاوز التفاعل الاحتجاجات ليشمل الملاعب، حيث أثارت جماهير فريق الرجاء البيضاوي التأييد للفلسطينيين خلال مباراة كرة القدم برفع صور السنوار. وقد عمّت التعازي والنعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولقيت تصريحات الكثير من الإعلاميين صدى واسعاً، إذ عبّرت عن الفخر بتضحيات السنوار والمقاومة الفلسطينية.

في نهاية المطاف، سلطت هذه الأحداث الضوء على التزام الشعب المغربي تجاه القضية الفلسطينية، إذ باتت هذه الحركة تمثل رمزية وقيم جماعية للشعب في كل مكان، رغم الغيابات والكوارث. واستمر التأكيد على أن المقاومة ستمضي قدماً، وأن تعزيز ثقافة التضحية والرفض للاحتلال يشكلان جزءاً لا يتجزأ من الهوية المغربية والعربية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version