في تطورات ملحوظة، أعلنت الخطوط الجوية البلغارية عن إلغاء جميع رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى 23 ديسمبر المقبل، لتلتحق بشركات طيران عالمية عدة أوقفت رحلاتها نحو مطار اللد، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التحذيرات والتوترات الأمنية، بما في ذلك الهجمات الإيرانية والاغتيالات السياسية التي تشهدها المنطقة. واعتبرت القناة الإسرائيلية رقم 12 أن الوضع مرتبط بهجمات إسرائيلية محتملة على إيران، مما ساهم في زيادة قرار شركات الطيران إلغاء أو تأجيل رحلاتها إلى إسرائيل.

امتد استمرار هذه الظاهرة ليتجاوز العشرين شركة طيران، من مناطق مختلفة حول العالم. وقد أصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية توصياتها لشركات الطيران بشأن تعليق الرحلات إلى إسرائيل، وهو ما يعكس حالة من القلق بشأن سلامة المسافرين والطاقم. من جهة أخرى، أفادت مراسلة صحيفة “غلوبس” بأن هذا الإلغاء ليس مجرد قرار عابر، بل يشكل دليلاً على العزلة والمقاطعة المحتملة لإسرائيل، مما سيؤثر بشكل كبير على حركة المسافرين.

في ظل تصاعد وتيرة الإلغاء، تعمل الشركات الإسرائيلية على تعديل جداول رحلاتها لمواجهة الوضع، حيث أضافت أكثر من 50 رحلة جديدة حتى نهاية أكتوبر، مع توجيه النوافذ نحو وجهات مثل بودابست وأثينا. وفي الوقت نفسه، تعتقد المصادر الإسرائيلية أن هذه التوصيات قد تقود لتغيرات أكبر في سلوك شركات الطيران الأوروبية، ما قد يعني استمرار حالة الشلل في حركة الطيران إلى إسرائيل لفترة ممتدة.

من جهة أخرى، يعاني قطاع الطيران والسياحة الإسرائيلية من خسائر فادحة نتيجة تصاعد الهجمات، حيث سجل القطاع خسائر بلغت حوالي 18.7 مليار شيكل في السياحة الوافدة و756 مليون شيكل في السياحة الداخلية. كما أن الصراعات المستمرة في غزة ومعها التوترات الأمنية في الشمال ساهمت في تدهور السياحة بشكل كبير، مسجلة أدنى مستوياتها منذ بدء أزمة كورونا.

أما عن السياحة الوافدة، فقد توقعت وزارة السياحة الإسرائيلية أن يكون العدد الإجمالي للسياح في عام 2023 أدنى بكثير من توقعاتها، حيث أنه من المتوقع أن ينتهي العام بأقل من مليون سائح. وهذا يتناقض معالأرقام المسجلة عام 2019، حيث كان من المتوقع أن يتجاوز العدد 4.5 ملايين سائح. وتظهر الإحصائيات أن معظم الزوار زاروا إسرائيل بدافع الزيارة العائلية مع نسبة كبيرة من تكرار الزيارات.

بالإضافة إلى تأثيرات إلغاء رحلات الطيران، يعاني قطاع الشحن الجوي من تدهور ملحوظ يعكس أزمة واسعة النطاق، حيث زادت تكاليف الشحن الجوي إلى تل أبيب بنحو 30%. وتعكس التقارير الصحفية أن الشركة الإسرائيلية “إلعال” تواجه صعوبات في قبول حجوزات الشحن بسبب تكدس البضائع، ما يعكس تأثيرات الحصار الجوي المفروض في ظل الأوضاع الأمنية. وهذا يعكس حجم المعاناة التي يعيشها النظام اللوجستي بسبب تراجع حركة الطيران.

تتسم التطورات الحالية بالنقاش حول استمرارية الأزمات في السياحة والطيران في إسرائيل، وهو ما يوضح طبيعة العلاقة بين الأحداث الجيوسياسية وسلوك الشركات في مجال الطيران. إذ إن التصعيد الحالي قد يؤثر ليس فقط على مستوى الطيران، بل ينعكس على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل شامل، حيث تعاني القطاعات المعتمدة على السياحة من تداعيات خطيرة تتطلب استجابة عاجلة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version