في مقال رأي بصحيفة وول ستريت جورنال، تناول الكاتب جيمس فريمان خطاب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي ألقاه خلال تجمع انتخابي لنائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا. وجه أوباما خلال خطابه انتقادًا لاذعًا للرجال السود الذين يترددون في دعم هاريس بسبب جنسها، معتبرًا ذلك “غير مقبول”. كما دعاهم بوضوح للتصويت لها، مما يبرز تعبيره عن الإحباط حيال موقفهم.
أوباما لم يكتفِ بالتحذير بل هاجم مباشرة المبررات التي يقدمها هؤلاء الناخبون لترددهم ولكن قبل ذلك حاول الإشارة إلى أن هاريس، بكونها سمراء وآسيوية أميركية، تهتم بقضايا تعود بالنفع على المجتمعات السمراء، مثل الإسكان الميسر والرعاية الصحية، ما يضعها في موقف مثير للاهتمام عما قد يقدمه مرشح آخر مثل ترامب، الذي يراه أوباما متجاهلًا لمشاكل الناس.
يشير الكاتب إلى أن من الممكن أن الناخبين في بنسلفانيا، من كل الخلفيات، لا يرون أن هاريس هي الخيار الأمثل لخدمتهم، خصوصًا أن أوباما نفسه اعتبرها تمثل تيارًا يساريًا قد لا يتوافق مع قضاياهم. برزت مسألة أن على أوباما وفالز، المرشح لمنصب نائب هاريس، العمل على تحسين علاقتهم بهؤلاء الناخبين بدلاً من السعي لتقليل نفوذهم الانتخابي.
فيما يتعلق بأفكار الديمقراطيين، يشدد فريمان على أن البلاد بحاجة ماسة لتوجه أوباما وحزبه نحو التفكير البناء بدلاً من الفكر الأيديولوجي السام. يفترض الكاتب أنه يجب على الحزب الابتعاد عن القضايا التي يرونها كتحديات، والتركيز على كيف يمكنهم تقديم أفضل دعم للمجتمعات المتنوعة.
يتعمق فريمان في التحليل مستشهدًا بالتقنيات البلاغية التي استخدمها أوباما والتي كانت تهدف دائمًا إلى إحراج خصومه. يبرز أن خطاب أوباما، رغم تميزه بالإتيكيت، يحمل في طياته نفس الحدة التي تميز بها خطاب سابقيه، ترامب وبايدن.
ينتهي الكاتب إلى التأكيد على أهمية الحوار المفتوح وضرورة خلق أرضية مشتركة بين المرشحين والناخبين. كما يبرز حاجة الديمقراطيين لإعادة النظر في استراتيجياتهم من أجل تحقيق التفاهم مع جميع الفئات، ما يشير إلى ضرورة تكييف استراتيجيات الحزب مع احتياجات ومشاعر الناخبين لضمان نجاحهم في المستقبل.